العقلانيــة أو تعديــل أخطـاء التفكير

العقلانية أو تعديــل أخطـاء التفــكيــر

يعكف الباحثون في العلاج النفسي وتعديل السلوك البشري منذ سنة1965 على دراسات وتجارب مكثفة لبحث آثار المعتقدات الفكرية الخاطئة _ التي يتبناها الفرد عن نفسه وعن الاخرين_ على إثارة الاضطراب النفسي وسوء التوافق . وتشير هذه البحوث إلى وجود أدله قوية على إن وراء كل تصرف انفعالي بالغضب أو العدوان ، بالإنسحاب أو الاندفاع .. ألخ بناءا ونمطا من التصورات والمعتقدات التي يتبناها الفرد عن الحياة ومشكلاتها وأن التصرفات الإنفعالية تتغير بتغير هذه التصورات والمعتقدات .

إن أي شكل من أشكال الإضطراب يسبقه تفكير خـاطئ في الموقف أو في فعالية الذات

. والعوامل الفكرية المسببة للإضطراب النفسي تكون إمـا على شكل

1- معتقدات ووجهات نظـر خـاطئة يتبناها الشخص عن نفسه وعن الاخرين فتسبب له التعاسة والهزيمة الذاتية وأشكال إضطراب أخرى

وسأذكر فيما يلي بعض الافكـار التي إذا ماتبنى الشخص إحداها أو بعضها فإن سوء توافقه واضطراباته ستكون أشياء مرجحة إلى حد بعيد ..



الفكــرة الأولى

الفكرة القائلة ان من الضروري أن يكون الإنسان محبوبا من الجميع ومؤيدا من الجميع فيما يقول وما يفعل ، بدلا من التأكد على احترام الذات ، أو الحصول على التأييد لاهداف محددة ( كالترقية في العمل مثلا ) ، أو تقديم الحب بدلا من توقع الحب ..


الفكرة الثانية

الفكرة القائلة أن بعض تصرفات الناس خـاطئة أو شريرة أو مجرمة وانه يجب عقاب الناس الذين تصدر عنهم هذه التصرفات عقابا شديدا ، بدلا من فكرة أن بعض التصرفات الانسانية غير ملائمة أو لااجتماعية وأن الناس الذين تصدر عنهم هذه التصرفات أغبياء أو جهلة أو مضطربون انفعاليا ..


الفكرة الثالثة

الفكرة القائلة أنها كارثة أو مآساة عندما لاتسير الأشياء كما لانشتهي لها أن تكون ، أو عندما لاتصح الاشياء كما نتوقع لها ، بدلا من الفكرة أن من السيء أن تكون الاشياء كما لانشتهي أن تكون وان علينا أن نحاول بكل جهدنا لتغيير الظروف أو ضبطها بحيث تكون الاشياء مقبولة إلى حد ما. لكن إذا كان اتغير المواقف السيئة غير ممكن أو مستحيلا فان من الافضل للشخص أن يمهد نفسه لقبول الاشياء وان يتوقف عن تصويرها بانها فظيعة وقاتله .


الفكرة الرابعة
الفكرة القائلة أن شقائنا وتعاستنا وعدم احساسنا بالسعادة نتاج لاشياء خارجية عنا : ظروف أو حظ أو أشخاص آخرين أو مكان معين، بدلا من الفكرة ان جزءا كبيرا من مصيرنا نحكمه نحن بارائنا وتصرفاتنا .

الفكرة الخامسة

الفكرة القائلة انه شيء طبيعي أن يشعر الإنسان بالقلق والتوتر عندما تحدث أشياء خطيرة أو سيئة ، بدلا من الفكرة أننا يجب أن نواجه مصادر الخوف والقلق بصراحة ونحاول ان نقلل من الاثار السيئة التي تترتب عليها . فاذا كان ذلك مستحيلا فانه يمكن للانسان ان يهتم باشياء اخرى ويتوقف عن تصور ان هذا الشيء خطير أو مخيف .


الفكرة السادسة

الفكرة القائلة ان من السهل واللاحسن أن نواجه مصاعب الحياة ومسؤلياتها بالتجنب والانسحاب ، بدلا من الفكرة أن الحل السهل السريع هو حل قد يؤدي على المدى الطويل إلى آثار سيئة وأنه يجب مو اجه عندما تثور وليس البعد عنها وتجنبها .

الفكرة السابعة

الفكرة القائلة أن الانسان يحتاج لشيء أو لشخص آخر أقوى وأعظم خبرة لكي يسانده على تحقيق اهدافه في النجاح ، بدلا من الفكرة أن من الاحسن كثيرا ان نعتمد على انفسنا وان نقف على قدمنا وان نستمد ايماننا من انفسنا ومن قدراتنا ومن قيمنا الخاصة عند مواجهة المصاعب الحياة ومشكلاتها .

الفكرة الثامنة

الفكرة القائلة ان شخص يجب أن يكون قادرا دائما على التحدي والمنافسة والتفوق والذكاء في كل الجوانب الممكنة ، بدلا من الفكرة أن من الممتع للنفس أن يكون الإنسان متمكنا من شيء يتقنه ويستمد من الاشباع وتحقيق الذات .

الفكرة التاسعة

الفكرة القائلة أننا نتصرف ونسلك بطريقة معينة بسبب آثار سيئة في تربيتنا في الماضي وان الماضي قدر لايمكن تجنبه ، بدلا من الفكرة أننا أصحاب مسؤولية أساسية عما يصدر من من تصرفات وان الماضي يمكن تجنب آثارة السيئة إذا ماعدلنا وجهات نظرنا وتصرفاتنا الحالية .

الفكرة العاشرة

الفكرة القائلة أن من الواجب أن يشعر الانسان بالتعاسة والحزن عندما يشعر الاخرون بذلك أو عندما تحيق بهم مشكلة أو كارثة ، بدلا من الفكرة أن الانسان يجب أن يتمالك نفسه إزاء مصائب الاخرين ، لانه سيكون أكثر فائدة لهم مما لو كان كئيبا أو مهزوما مثلهم .

الفكرة الحادية عشر
الفكرة القائلة ان السعادة البشرية والنجاح يمكن الوصول إليها دون جهد ، بدلا من الفكرة أن على الانسان أن يفعل شيئا وأن يجاهد نفسه لخلق مصادر خاصة لسعادته وأنه بمقدار الجهد المبذول بمقدار ماتتحد غاياته .

الفكرة الثانية عشر
الفكرة القائلة ان هناك مصدرا واحدا للسعادة وانها لكارثة إذا ما أغلق هذا المصدر أو فقد بدلا من الفكرة أن الانسان يستطيع أن يحقق سعادته من مصادر مختلفة، وأن يبدل أهدافه بأهداف أخرى إذا ماتطلب الامر ذلك .


تــابــعـ

العـامل الثـاني من العوامل الفكرية المسببة للإضطراب النفسـي

اساليب أخرى من التفكير الخـاطئ غير الفعال

عند التفكير في حل مشكلة معينة أو فهمها ، تحدث أخطاء في الفهم والتفسير مما يشوه صورة الواقع وبالتالي يثير الاضطرابات السلوكية ، من هذا ..

1- المبـالغة

وتتثمل في الميل للمبالغة في إدراك الاشياء ، أو الخبرات الواقعية واضفاء دلالات مبالغ فيها كتصور الخطر والدمار فيها . ومن الثابت أن المبالغة في إدراك نتائج الاشياء يميز الاشخاص المصابين بالذات بالقلق. فتفكير الشخص في حالات القلق يميز بالمبالغة في تفسير الموقف مما يؤدي إلى إثارة مشاعر الخوف والتوتر . فهو دائما يتوقع الشر لنفسه ، ولاسرته ، أو لممتلكاته ، أو يتوقع الخوف من فقدان مركزه أو وظيفته والاشخاص المهمين في حياته وربما لاتوجد أسباب لذلك . والشخص القلق يبالغ في تصور خبرات ( قد تكون محايده ) في علاقته باصدقائه ، أو أقاربه ، أو رؤسائه فيدركها على إنها مهينة أو محبطه .

وإذا كانت المبالغة والتضخيم من الاشياء الخاطئة لانها تثير القلق والجزع فالعكس غير صحيح ، أي أن تقليل من المخاطر الواقعية قد تكون له أيضا نتائج انفعالية سلوكية مماثلة . فالتقليل من المخاطر الفعلية غالبا ما يؤدي الى الاندفاع وتكرار التجارب الفاشلة . كما قد يؤدي إلى تخفيض الدافع الى مواصلة الجهد والانجاز .

ومن المؤكد أن مجاهدة النفس على الادراك الموضوعي للواقع ( دون مبالغة أو تقليل )

يعتبر بمثابة الوسط الذهبي الذي يمنح الانسان القدرة والبصيرة على التوجيه الفعال لمشاعره وسلوكه .


2- التعميم
يلاحظ برتراند راسل أن اليقين المطلق من أعدى أعداء التفكير البشري المنطقي ويكتب :

" أن البعد عن المطلقات يعتبر _ في نظري _ من الاشياء الجوهرية للتعقل والتفكير المنطقي "

وكذلك يلاحظ فؤاد زكريا أن :

" اليقين كثيرا ما يكون مضلا .. واننا لنلاحظ في تجربتنا العادية أن أكثر الناس يقينا هم عادة أكثرهم جهلا "

وفي مجال علم النفس من الثابت أن الميل للتعميم من الجزء إلى الكل يعتبر من العوامل الحاسمة في كثير من الامراض الاجتماعية كالتعصب القومي ، والتعصب الدولي والعدوان . فكثير من الخصائص السلبية التي ننسبها لجماعة معينة لكي نبرر تعصبنا نحوها قد يكون في الحقيقة تعميما خاطئا لخبرة سيئة مع فرد ينتسب لهذه الجماعة . ولهذا ليس من النادر أن نجد كثيرا من الذكور الذين مرو بخبرة سيئة مع واحدة من الجنس الاخر غالبا مايرددون : لاتثق في المرأة والعكس صحيح ، فكثير من النساء يرددن " الرجال جميعا سواء " ومثل هذه التعميمات تكون بداية لظهور بذور سوء التوافق أو علامة له .
والتعميم أسلوب من التفكير يرتبط بكثير من الانماط المرضية ، خاصة الاكتئاب والفصام .

فالمكتئب غالبا ما يعمم الخبرات الجزئية على ذاته تعميما سلبيا . فتوجيه نقد غير مقصود له قد يعني عنده " أنني انسان فاشل لايحسن التفكير " وفشله في تحقيق هدف ولو جزئي قد يعني له "انني انسان عاجز عن تحقيق امالي في الحياة " وبعد صديق أو رفيق عنه قد يعني " بأنني بدأت أخسر كل أصدقائي " . وإذا حدث وان رئيسه أو زميلا من زملائه قد نسي أن يبادله التحية فاذن " انني انسان مكروه وغير مرغوب فيه " وكثيرا من الاشخاص الفصاميين خاصة اللذين تتملكهم هواجس العظمة أو الاضطهاد يستخدمون هذا الاسلوب المشوه من التفكير فقد يحدثك الشخص في هذه الحالات بان مخابرات الدولة تعمل ضده بدليل أنه رأى في الصباح الباكر شخصا يسير بجوار منزله وهو يختلس النظر إلى مدخل حجرته .
ويعتبر التعميم الخاطئ أيضا من العوامل الحاسمة في اكتساب المخاوف المرضية . ويبدو هذا الامر جليا في حالة الطفل " ألبرت " وقد كان يخاف من الفئران ثم تعمم خوفه على كل الحيوانات ذات الفراء ، فأصبح يخاف من الارانب والفئران والقطط وغيرها .

ولما كان المعالج النفسي المعرفي يقدر دور هذا العامل في المساهمة في اضطرابات البشر ، فان عليه أن يؤكد باستمرار لمريضه بأنه لايوجد شيء أكيد تماما ، وانما قد يكون مرجحا بدرجة قليلة أو كبيرة .

3- الثنائية أو التطرف
يميل بعض الأشخاص لادراك الاشياء اما بيضا او سوداء , حسنة أو سيئة ، خبيثة أو طيبة ، صادقة أو خاطئة ، دون أن يدركو أن الشيء الواحد الذي يبدو في ظاهر الامر سيئا ، قد تكون فيه اشياء إيجابية ، أو يؤدي إلى نتائج إيجابية . ويطلق الباحثون في علم النفس على هذه الخاصية من الشخصية مفاهيم مثل النفور من الغموض أو تصلب الشخصية . وهناك عدد من الدراسات التي قمنا بها في البيئة العربية . والتي بينت أن هذه الخاصية من التفكير ترتبط بسمات لاتوافقية كالتعصب والتسلط والتوتر ، والقلق . وتتفق هذه النتائج مع بحوث الغرب وبحوث عربية أخرى .

وفي ميدان العلاج النفسي يمكن أن نكتشف هذه الخاصية بسهولة في تفكير المضطربين . ولهذه الخاصية تأثير سيء في العلاقات الاجتماعية كسوء التوافق بين الازواج . فإذا كان الزوج والزوجة يميلان بنفس القدر الى هذا النوع من التصلب ، فإن الصراع وسوء التوافق بينهما يعتبران نتيجتين مرجحتين .
وتمتلئ عبارات المضطربين وكلامها بكلمات مثل " مطلقا" و " من المستحيل " و " دائما " ، و"بالمرة " وقد نجد عبارات منتشرة في حلات سوء التوافق مثل

_ هذه المرأة لاتطاق أبدا
_ زوجي لايفكر إلا في نفسه
_ لاأرى على الاطلاق فائدة فيما أقوم به
_ حياتي لايقبلها أحد
_ أحب اعمالي أن تكون كاملة وتامة
_ حياتي تفتقد بالمرة عنصر الحب
_ العالم الذي أعيشه عالم ظالم وغير منصف على الاطلاق
_ لم أحاول على الإطلاق أن أفعل أشياء لست متأكدا من نتائجها

ولا شك أن حالات كثيرة من الضيق والاكتئاب قد تتملك المرء إذا ماكان يعتنق إزاء الاشياء التي تواجه آراء يقينية عن سوء نتائجها بالنسبة له ، وذلك كالطالب الذي يحزن لأنه حصل على جيد جدا عندما يرى الحصول على أقل من ممتاز يعتبر بالنسبة له مقياسا مطلقا لقيمته وذكائه . لذلك نجد أن كثيرا من النجاح في العلاج النفسي يتبعه اختفاء للطموحات المطلقة ، أو نزعات الكمال المتطرفة .. الخ

وفي تحليل الاضطرابات الوجدانية كالغضب ، والإكتئاب والعصاب نجد أن عامل التطرف من العوامل الهامة في إثارة هذه الاضطرابات . فعندما يقول الفرد لنفسه " انني انسان فاشل بالمرة ولا نفع في " قد تصيبه مباشره مشاعر الإكتئاب والسلبية والتقاعس ، بينما عبارة يقولها الاب لابنه أو لابنته لانها تأخرت نصف ساعة في العودة لمنزلها " أنك ستدمرين الاسرة " قد تثير لديه هذه العبارة وهو يقولها مشاعر الجزع والغضب . وبالمثل قد تحرك الزوجة في نفسها مشاعر الغيظ والكراهية عندما تقول لزوجها مثلا " مامن إمرأة تقبل أن تعيش معك " أو " إنك إنسان لاتطاق ولا تفكر إلا في نفسك " .. وهكذا

ويرتبط بهذا الاسلوب أسلوب أخر خاطئ في تفكير يمكن أن نطلق عليه مفهوم التجريد الانتقائي . كأن يعزل الشخص خاصية معينة من سياقها العام ، ويؤكدها في سياق آخر . فالشخص قد يعزف عن التقدم لعمل جديد مناسب ، لانه رفض في عمل سابق لااسباب لا علاقة لها بإمكانياته ومواهبه وبما يتطلبه العمل الجديد . والطفل الذي قد تبعده معلمته عن المساهمة في نشاط حركي بسبب ضعف في ساقه . قد يعزف عن المساهمة في أي نشاط اجتماعي آخر لانه يشعر أنه غير محبوب لعجزه عن اللعب مثل غيره .

والتجريد الانتقائي من الاخطاء التي تشيع في أفكار المكتئبين فقد تبين أن المكتئب يركز على جزء من التفاصيل السلبية ويتجاهل الموقف ككل فهو يعود المنزل بعد حفلة أو لقاء ولا يذكر من هذا اللقاء إلا أن فلانا تجاهله ، وفلانا قاطعه في الكلام و أنه كان يجب أن يقول كذا وأن لايقول كذا .. الخ


4 - أخطاء الحكم والاستنتاج
في الكثير من حالات القلق والاكتئاب والعدوان يكون السلوك ناتا عن خطأ في تفسير الحادثة بسبب عدم توافر معلومات معينة ، أو سياق مختلف . فالفصامي قد يثور على طبيبه لأنه يتصور أنه متواطئ مع بقية العاملين في محاولة السيطرة عليه وعلى تصرفاته . والشخص الذكي قد يتصور أن ضعيف الفعالية وأقل ذكاء لان حكمه على ذاته غير دقيق ربما نشأ مع أخوة ذوى ذكاء مماثل ويكثرون من نثده . وقد نثور على انسان معين بالغضب والعدوان على اعتقاد أنه يقوم بالوشاية والتحريض لاننا نجده يتحدث مع شخص اخر اثر مشادة معه . وقد تكون إحدى الفتيات على قدر لا بأس به من الملاحة وحسن الصورة ، ولكنها نشأت مع أخت أو قريبة أكثر جمالا ومرحا منها

وتسود هذه الاخطاء بشكل خاص لدى المصابين بالاكتئاب فمن المعروف أن المكتئب يرتكب هذا الخطأء المنطمنقي عندما يرى في خبر أو موقف مصدر للازعاج أو أقلال من الكرامه أو تققليل من الشأن عندما لايكون هناك من الدلائل مايدعوه لهذا الاستنتاج والحكم .

تــابع
أساليب فعالة في تعديل طرق التفكير اللا عقلانية

عض من الأساليب الفعالة في تعديل طرق التفكير اللا عقلانية

سأذكرها باختصار شديد ..


العلاج يجب أن يتضمن عملية إعادة تربية وذلك في ..

1- التحاور المنطقي مع المريض لكي نبين له الجانب الخطأ من تفكيره

2- الدحض المستمر للافكار الخاطئة مع الاقناع

3- إعطاء المعلومات وزيادة المعرفة تزيد من الوعي و كلما تبصرنا بإن هناك بدائل فكرية صحيحة ازدادت جاذبية تلك الافكار الصحيحة واحتمال تبنيها كأسلوب دائم وجديد في الشخصية

4-أيضا تعليم الاشخاص طرقا جديدة لحل مشكلاتهم العاطفية والسلوكية

5- مساعدة الشخص على توظيف أفكاره الجديدة المنطقية وذلك من خلال ممارسة افكارة المنطقية عمدا وفي مواقف حية .. وهذا يساعده على التغيير في الجوانب الفكرية والسلوكية والوجدانية على حد سواء ..

6- نغير أهمية الاهداف نفسها بالنسبة للشخص فالشخص الذي يعتقد أن من الضروري أن يظهر دائما بمظهر قوة الشخصية والسيطرة والتحكم في الامور قد يدخل نتيجة لهذا في صراعات إجتماعية فإن تنبه الشخص إلى أن أهداف اثبات رجولته غير واقعية وغير معقولة سيساعده على أن يعدل سلوكه الاجتماعي

7_ قد تكون بعض الاخطاء الفكرية نتيجة لاحباطات خارجية أو فشل سابق فمن المهم استخدام التغيير في البيئة الاجتماعية لاحداث التغيير في الشخصية .

8- ( الكف المتبادل ) وهو أن يبدل الفكرة السلبية باخرى إيجابية أو الفكرة الغير منطقية بفكرة منطقية فالانسان لايستطيع أن يجمع بين فكرتين متضادتين في نفس الوقت وتعد هذه الطريقة فعالة في إحداث التعديل السلوكي المطلوب .

9- أسلوب لعب الادوار وهذا يفيد الشخص في أن يطلع على جوانب جديدة من المعرفة يسهل عليه تبينها بعد ذلك .. كلعب المريض دور المعالج أو لعب القائد المتسلط دور القائد الديموقراطي


_____________________________
تابع

خطوات ومراحل التعديل المعرفي

للقيام بعملية التعديل السلوكي للاساليب الفكرية الخاطئة أنصح باستخدام هذه الاستمارة الموضوعة في المرفقات وهي تساعد على تشخيص وتحليل الافكار الالاعقلانية وتتبعها ..


استمارة تحليل ومتابعة علاجية

أ - سجل هنا حادثة أو موقف أو خبرة حصلت لك حديثا وكان من نتيجتها الشعور بالاضطراب والضيق الشديد ( مثال الذهاب لمقابلة شخصية للعمل ، زيارة ناس ، امتحان ، تأنيب لك ، شكوى ضدك ، مشادة .. ألخ )




ب _ فكرتك أو تصورك المنطقي أو العقلاني لهذا الموقف السابق ( مثلا سأكون سيء الحظ لو رفضت للعمل / من المؤسف أن يشكوني أحد ، الامتحانات شر لا بد منه )




نتائج إنفعالية مرغوبة ( شعور ملائم قد يكون مؤلما )



نتائج سلوكية مرغوبة ( أفعال سلوكية ملائمة)




ج_ فكرتك أو تصورك غير العقلاني الذي استخدمته لتفسير هذا الموقف ( مثلا : مركزي الادبي سيتحطم لو سمحت لأحد أن يناقشني في عملي ، كارثة كبرى أن أرفض ، سأكون كما مهملا لو فشلت في شيء ، من واجبي أن أعرف كل شخص بحقيقته ، أريد أن أضمن أن لايتحدث الناس عني في غيبتي ، لا أسمح لأحد أن يعلو صوته علي ) .





د- النتيجة التي حدثت إثر تصورك الغير العقلاني للموقف .. ركز على الانفعال والشعور الذي غلب عليك ساعتها .. ( مثلا : شعرت أنني ممتلئ غضبا ، شعرت بالخوف والقلق ، شعرت أني مهدم ومكتئب ، شعرت أني مهمل ومنبوذ )



النتائج السلوكية الغير مرغوبة



هـ- الدحض الذي قمت به للفكرة الغير عقلانية لكي تقلل من تأثيرها عليك ( مثلا : أين الدليل على أن تجاهل شخص لي يعني أني تافه ، مالدليل أنه لاتوجد وسائل أخرى غير الحنق والغضب لحل السخافات الاجتماعية ،
ماهو الدليل على أن غيبة الناس لنا تعكس عيبا فينا وليست نتيجة لعيوب لهم .. إلخ )




و_ التعديل الذي حدث في الفكرة غير العقلانية نتيجة للدحض ( مثلا : ليست كارثة ولكنها سوء حظ ، لاتوجد وسيلة واحدة لمواجهة المشاكل ، فشلي في الامتحان لايعني أني ساقط في كل شيء ، المشادات لاتعني دائما أن كل الناس اشرار .. إلخ .. )




الاثار الناتجة بعد عملية الدحض ( نتائج إنفعالية _ مشاعر ملائمة )


ز_ التعديل الذي حدث في السلوك نتيجة للدحض ( مثلا : شعرت بإختفاء الخوف ، شعرت بالتعاطف مع
الاخرين ، حاولت أن أعمل مزيدا من الاتصالات لحل المشكلة ، غضبي بدأ يختفي تدريجيا .. إلخ )






ولكي يزداد القارئ ثقة في استخدام هذا المنهج .. نقدم له نموذجين آخرين لمواقف شائعة ترتبط بمخاوف ومشكلات عصابية متعددة نتيجة لتفسيرات خاطئة .. وهي


الموقف الاول :
الوالدان يعارضان الزواج من شخص يفضله المريض .

أ - سجل هنا حادثة أو موقف أو خبرة حصلت لك حديثا وكان من نتيجتها الشعور بالاضطراب والضيق الشديد : أبي وأمي يعارضان زواجي من إنسان أتمنى الارتباط به


ب _ فكرتك أو تصورك المنطقي أو العقلاني لهذا الموقف السابق: 1- إنه لشيء سيئ أن يعارضا ذلك 2- إنه تصرف لامنطقي منهما 3_ أتمنى أن يوافقا في نهاية الامر 4_ إنه شيء يثير الضيق وكم اتمنى أن ينتهي

نتائج إنفعالية مرغوبة ( شعور ملائم قد يكون مؤلما ) : إحباط .. ضيق .. أسف .. تصميم على إقناعهما

نتائج سلوكية مرغوبة ( أفعال سلوكية ملائمة ): محاولات دائمة لإقناع الابوين والحديث معهما في الموضوع


ج_ فكرتك أو تصورك غير العقلاني الذي استخدمته لتفسير هذا الموقف: ( 1- إنهما لايطاقان كيف يمكنهما التدخل في ذلك 2- لا يمكنني أن أحتمل هذا التصرف الاخرق لهما 3_ إنني إنسان عاجز وشقي وضعيف الشخصية 4_ إنني شخص غير موثوق في اختياراته )


د- النتيجة التي حدثت إثر تصورك الغير العقلاني للموقف .. ركز على الانفعال والشعور الذي غلب عليك ساعتها ( شعور بالثورة والحنق الشديد ، إكتئاب ، كراهية الابوين )

النتائج السلوكية الغير مرغوبة( هجوم لفظي على الابوين .. إنسحاب .. رفض واضح لرأيهما في الموضوع )

هـ- الدحض الذي قمت به للفكرة الغير عقلانية لكي تقلل من تأثيرها عليك ( لماذا من الفظيع لهما أن يرفضا زواجي من ذلك الشخص 2- ماهو الدليل على رفضهما القاطع 3_ ماهو الدليل على أن رفضهما يدل على عجزي وشقائي 4- لماذا يتصرفان كذلك ؟ أليس من حقهما أن يرفضا ومن حقي أن أناقشهما في الامر )

و_ التعديل الذي حدث في الفكرة غير العقلانية نتيجة للدحض ( 1- إنه ليس أمرا فظيعا أن يرفضا لكن تصرفهما غير مستحب 2- أستطيع أن أفهم عدم أنصافهما ولكني لا أحب هذا التصرف _ 3 _ إن رفضهما لايعني إنهما بكاملهما شخصان سيئان . إنها تصرفاتهما هي هذا الموضوع 4_ إن رفضهما لايعني إنني شخص ضعيف فمن حقهما أن يرفضا ومن حقي أن أناقشهما )


الاثار الناتجة بعد عملية الدحض ( نتائج إنفعالية _ مشاعر ملائمة )
( أشعر بالضيق ولكن ليس بالغضب والحنق 2- أشعر بخيبة أمل ولكن ليس بالاكتئاب 3- إنني أحب أبواي لاشك في هذا ولكن تصرفاتهما غير عقلانية 4- سأبحث عن وسائل أخرى لأقناعهما )

ز_ التعديل الذي حدث في السلوك نتيجة (أفعال ملائمة ) ( الحديث مع والدي في الموضوع 2- توضيح وجهه نظري ومحاولة إقناعهما 3 البحث عن آخرين يتوسطون في الموقف )




الموقف الثاني :
يمثل خبرة سيئة وهي الرسوب والفشل

أ - سجل هنا حادثة أو موقف أو خبرة حصلت لك حديثا وكان من نتيجتها الشعور بالاضطراب والضيق الشديد : قرب موعد هام ( كالامتحان أو مقابلة أو مواجهة )


ب _ فكرتك أو تصورك المنطقي أو العقلاني لهذا الموقف السابق ( إنه لاشيء سيء أن يكون هناك امتحانات ولكنني لابد لي من دخوله واحتماله أتمنى أن يكون الامتحان مقبولا أنه ليس الموقف الأول أو الاخير الصعب في الحياة )

نتائج إنفعالية مرغوبة ( شعور ملائم قد يكون مؤلما ) ( توقع .. تصميم على العمل .. ترقب واستعداد )

نتائج سلوكية مرغوبة ( أفعال سلوكية ملائمة ) ( تنظيم العمل .. وضع جدول للمذاكرة .. فترات راحة.. بحث طرق جديدة للمذاكرة والتحصيل الجيد )

ج_ فكرتك أو تصورك غير العقلاني الذي استخدمته لتفسير هذا الموقف ( من المستحيل علي أن احتمل الامتحان يجب أن تلغى الامتحانات ..هذه المادة صعبة .. يجب أن أحصل على الدرجة النهائية وأن أكون الاول .. أن لا أجيد التفكير الجيد في الامتحان )


د- النتيجة التي حدثت إثر تصورك الغير العقلاني للموقف .. ركز على الانفعال والشعور الذي غلب عليك ساعتها .. ( خوف شديد ، شعور بالثورة والغضب ، فوبيا الامتحانات ، كراهية إستاذ المادة )

النتائج السلوكية الغير مرغوبة ( أرق توتر شديد .. قلق .. تناول عقاقير .. هروب من المذاكرة ، إهمال المظهر الخارجي )

هـ- الدحض الذي قمت به للفكرة الغير عقلانية لكي تقلل من تأثيرها ( لماذا يكون الامتحان كارثة طالما إني مستعد له ، ماهو الدليل على أن الامتحان يعني الرسوب أو الفشل ؟ ماذا لو رسبت هل هي نهاية العالم ؟ ماهو الدليل على أن الخوف يجب أن يكون مصاحبا للامتحان )

و_ التعديل الذي حدث في الفكرة غير العقلانية نتيجة للدحض (الامتحان محاولة لمعرفة اتقاني فسأحاول أن أتقن ما أفعل _ ليس فظيعا أن يكون هناك إمتحان _ ليس الامتحان هو الذي يسبب القلق والخوف إنها توقعاتي الخاطئة هي السبب )


الاثار الناتجة بعد عملية الدحض ( نتائج إنفعالية _ مشاعر ملائمة )
( شعور بالترقب وليس بالخوف _ إستعداد إنتظار _ تفاؤل _ رغبة في مزيد من العمل لاتقان المادة )


ز_ التعديل الذي حدث في السلوك نتيجة (أفعال ملائمة )
( _ زيادة الوقت المطلوب للعمل _ تدريب على الاسترخاء والنوم جيدا _ تنسيق وتنظيم جدول العمل _ مكافأة النفس بعد الانتهاء من كل موضوع _ عمل توقعات وتنفيذها )


مقتبس من كتاب العلاج النفسي السلوكي المعرفي الحديث

مودتــي للجميع