المدرسة .. يجب أن تكون صياغة رائعة للحياة

للمدرسة أهمية بالغة وعظيمة في مفهوم التعليم واكتساب المهارة وتعديل المفاهيم والقدرة على التغيير نحو الأفضل، وهي ليست مجرد أقسام لتعليم الطلاب القراءة والكتابة والحساب فحسب، لكنها التربية والسلوك والمثل والتاريخ والجغرافيا والتراث والدين والقيم وفن التعامل الإنساني والتخاطب الحضاري.

إن المدرسة هي أعظم مؤسسة توصل إليها البشر لو استطاع القائمون عليها من إدارتها وفق أهدافها الواضحة وغاياتها الثقافية النبيلة فإن بإمكانها أن تغير الشيء الكثير من العادات السيئة ومعالجة الأخطاء المرتكبة لمسيرة الإنسان في العصر الحديث وسوف ترقى بالإنسان وتجعله أهم فاعل في مستقبل المجتمعات كونها اللبنة الواقعية في عملية التغير والرقي نحو الحضارة والتمدن، لكنها قد تكون وبالاً عظيماً إن هي حافظت على النمطية الثقافية التقليدية وإبقاء الحال الثقافي جامداً لا يتزحزح بعيداً عن المعرفة التامة بالغايات والأهداف الثقافية المفترضة والدرجة الرفيعة التي يجب أن تكون عالية. إن المدرسة تنتج الأفكار الواعية والنخب النيرة التي لا ترضى بالسائد من الأخطاء وفوق ذلك تعالج الأخطاء الإنسانية التي يستطع الإنسان ارتكابها، فالمدرسة إذن هي ذخيرة التربية للمستقبل الزاهي باتجاه الإيجابية للوجه الإنساني الأكثر إشراقاً كأهداف اجتماعية واقتصادية وتخطيطية تؤهل الإنسان للعيش بعالم تسوده المحبة والأمن والسلام. إن المدرسة معنية بأن تستنبت في عقول الصغار كل الإرث المنوع للإنسانية، على اعتبار أن الكل جزء من هذا الإرث وإن اختلف هذا الإرث أو تنوع أو تمايز. إنه يجب أن تكون للمدرسة خطط تربوية تخص الأهداف التوعوية وبما يرقى بالمجتمع نحو مصاف الآخرين وإيجاد رؤى واسعة وعميقة بعيداً عن الانغلاق والانكفاء والتقوقع ابتداءً من المراحل الأولى وحتى المراحل الجامعية. إننا لا نريد المدرسة التي تربط الطلاب ربطاً وثيقاً بالمواد المحددة والمنتقاة حسب الأمزجة والأهواء والغايات والأهداف من دون أن تضاف لها أشياء تطورها وتبث فيها الحيوية، أو أن تجعل المدرسة مجرد موقع للتلقين وليست مطوراً للمفاهيم العميقة في تربية الأجيال وكيفية صنع العلاقات والتعاملات الإنسانية الراقية. إن علينا أن لا نجعل المدرسة ضحية الأخطاء والنوايا السيئة والأفق الضيق المخيم على التطلعات الإيجابية والأماني العذاب. إننا نريد المدرسة التي تجدِّد الصياغات الرائعة للحياة في مختلف المناحي والمجالات والتنوعات وليست سبيلاً لتوفير لقمة العيش فقط وهو الأمر الذي التبس علينا في فهمنا إلى الرؤى الدراسية الكامنة في هذه البنية الكبيرة والغايات الجليلة التي أهملت ولا يزال يمارس عليها الإهمال. إنه من دون المدرسة التعليمة والتربوية والتثقيفية والتأهلية الشاملة ذات الأهداف ولغايات العصرية والبعد الإنساني الحضاري الراقي فلن يجد الطالب نفسه سبباً للتعليم حتى النهاية أو سبباً لوجودها أصلاً.

أن المعلم هو روح العملية التعليمية ولبها وأساسها الأول ومن هنا كانت هذه الرسالةموجهةاليك أيها المعلم لأن التعليم مهمة ذات طابع خاص توجب على القائمين بها أداء حق الانتماء إليها وبذل كل ما من شأنه خدمة أبنائنا الطلاب .
ن
أن بداية مرحلة الطفولة المتوسطة هي نقطة الانطلاق نحو الحياة المدرسية والاجتماعية .
لذا كان لزاما عليك أخي المعلم أن تقوم برسالتك التربوية التعزيزية والتصحيحية للأنماط السلوكية المختلفة عن طريق :
1- إقامة علاقة بناءة مع الطلاب علاقة الأب بأبنائه أساسها المودة.
2- تحقيق أهداف التعليم الابتدائي لسياسة التعليم والذي يرتكز على التربية الإسلامية الصحيحة في خلقه وعقله ولغته وانتمائه إلى أمته الإسلامية
3- التعرف على حاجات الطفل وإشباعها ومساعدة الطالب على تحقيق التكيف داخل المدرسة وخارجها والحاجات تنقسم إلى القسمين:
- حاجات أولية : وقد تكون معروفة فهي أساسية وضرورية مثل ( الحاجة إلى الأكل والشرب ......... إلخ ) .
- حاجات نفسية واجتماعية ومنها :
أ – الحاجة إلى التقدير
ب – الحاجة إلى المعروفة واكتشاف الأشياء
ج – الحاجة إلى الانتماء
د – الحاجة إلى تحمل المسئولية
هـ – الحاجة إلى النجاح
و – الحاجة إلى اللعب
ولابد أن تشبع حاجاته بطرق تربوية وسليمة وصحيحة تحقق له التكيف السوي والاستقرار النفسي والاجتماعي .

خصائص النمو في هذه المرحلة :
1- النمو الحركي : إن هذه المرحلة تمتاز بالنشاط الحركي الزائد ولا بد من مراعاة ذلك داخل الفصل وأثناء النشاط .
2ـ النمو العقلي : يتمثل في حب الاستطلاع وكثرة الأسئلة والاستفسارات مما يتطلب منك أخي المعلم الصبر واختيار الإجابات المناسبة لذلك وتنمية هذه الخاصية لدى الطالب وإشباعها .
3- النمو الانفعالي : تفهم سلوك الطفل وإشعاره بالأمن والراحة حتى يستطيع أن يعبر عن انفعالاته تعبيرا صحيحا مع إعطائه فرصة التعبير عن انفعالاته عن طريق اللعب والرسم والتمثيل وغيرها .

أبرز مشكلات هذه المرحلة :
خلص بعض المربين بأن هذه المرحلة أكثر مايبرز بها من المشكلات ما يلي :
1 - التأخر الدراسي : تعلم أخي المعلم ان هناك فروق فردية بين الطلاب
وإن أسباب التأخر الدراسي كثيرة ومتنوعة و لا تنطبق على الجميع فقد يكون السبب مثلا نقص الذكاء وأضعف الذاكرة أو أسباب عضوية أو نفسية أو اجتماعية أو مدرسية .
2 – اضطراب العادات ( مثل مص الإبهام , قضم الأظافر , اللزمات العصبية , اللعب بأعضاء الجسم , كثر الحركة , كل هذه الأمور تتطلب الاهتمام والمراعاة وعدم اهمالها .
3 - مشكلات تحكمها المدرسة والبيئة ( الخوف من المدرسة , ألفاظ بذيئة , مشاجرات , سرقة )

أخي المعلم أنت المرشد والمربي فبين يديك أغلى واثمن ما تملكه الأمم وهم أمانة في عنقك فتمثل قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( كلكم راع وكلكم مسوؤل عن رعيته ) ثم أخي الكريم تعرف مدى تأثير المعلم على أبنائه الطلاب في مثل هذه المرحلة فكن قدوة حسنة في القول والعمل لينشأ على يديك بمشيئة الله تعالى جيل صالح يخدم نفسه ودينه ووطنه ولا تهمل اصغر المواقف وابسطها فقد تكون بذرة لمشكلات واضطرابات قد يعاني منها الطفل حتى في مراحل العمر المختلفة .

إرشادات عامة :
من ابرز المواقف التي يجب مراعاتها عند تعاملك مع طالب المرحلة الابتدائية :
1 - عدم تجاهل الطالب عند سؤاله .
2- عدم نعت الطالب بألفاظ أو صفات غير مقبولة .
3- تحمل كثرة أسئلة الطالب والتصرف معه بلباقة .
4 - عدم الإفراط بالمديح للطالب دون غيره.
5 - الحرص على تعزيز الجوانب الإيجابية والحد من السلوكيات السيئة
6 - تقبل التحسن في مستوى الطالب الدراسي حتى ولو قل .
7 – أشرك ولي الأمر في معالجة بعض المواقف أو السلوكيات عند الحاجة له .
8- سارع إلى الابلاغ بأي مشكلة تصعب عليك وتحتاج إلى مساعدة فيه.
9 - احرص على اكتشاف الحالات التي تستدعي برنامج علاجي متخصص لأن ذلك يساعد الطالب والمتخصص على تجاوز المشكلة .

خاتمة :م أنت المرشد الأول في المدرسة بحكم قربك من طلابك وتأثيرك المباشر على
سلو كياتهم منقول للفائدة