بقايا أمل

من طرف **نعمة الله** الأحد 03 أكتوبر 2010, 6:33 pm

بقايا أمل

لم تستطع خمائل عقلها الباطني أن تستسيغ ما رأته

عيناها ؛ على إثره استنزف شظايا قلبها بقايا أمل كانت قد اختزلته حتى يكون سراجاً
ينير لها نفقها المعتم نحو مستقبل
أكثر وضوحاً خصوصاً بعد وفاة أبيها
آخر عناقيد الأمل ..
رنين تلك الفتاة ذات العشرين ربيعاً , مُزجت بخليط من الجمال الرباني والجمال الروحي , إذ استنسخت من القمر
ضوءه ونضوجه , ومن الليل هدوئه وتواضعه, وشاركت الشمس في إشراقها ونظارتها ..

قاسية جداً تلك الظروف التي طُوقت بها حياة رنين عندما وجدت نفسها مسئولة
عن ذاتها و عن أمها بعد رحيل أبيها الأبدي .
إذ كان لها الأب و الصديق والحضن الدافئ
من برد الزمان القارس و الأمل المشرق لمستقبل لم تظهر بوادره لمحياها .
كانت توليه أدق أسرارها حتى سيناريو توغل عدنان إلى قاموسها أطلعته عليه ...
كثيراً ما كانت تقول لعدنان
( إذا كان للأمل عنوان فهو أبي )
وبعد وفاة أبيها قالت له ذات مرة
(إذا كان للأمل بقايا فهو أنت )
كم كان عدنان فخوراً جداً بذاته و هي تختزل داخلها تلك العبارة العظيمة فجميل جداً أن يشعر المرء باحتوائه داخل امرأة ...
... كان يوماً سعيداً في تاريخ عدنان
أخبر أنه ضمن قائمة المبتعثين إلى فرنسا
في إطار دورة خصتها الجامعة
للطلاب المتفوقين في علم ( اللغة والبرمجة )
لم تسعه الفرحة .. طرق بابها .. استقبلته بابتسامة .. أخبرها سر سعادته .. بهُت لون تلك الابتسامة واختفى رونق سعادته ... سألها ما الخطب؟ فأجابته ضاع الأمل .. رمقها بدهشة أي أمل ؟ خنقته بدمعة أنت الأمل ...

... ضُجت صالة المغادرين بالحركة فلم
يبقى على موعد الرحلة إلا القليل ,
كانت بلاد العطور تناديه وبعبق رحيقها تستفزه وببرجها العاج تناظره .
وفي ضوء صخب وضجيج الأفواه استوقف عدنان صوت تلك الفتاة الشقراء ,
كان جُبن ذاته يعيق استجابته لها ,
تقدمت نحوه احتوته برموشها ضمته داخل عيونها , صمتت بُرهة ثم
صرخت : أرجوك لا ترحل دعني أعيش ...
حينها علا صوت تردد صداه بين جنبات الصالة ( على السادة المسافرين إلى باريس .......)
حمل معطفه على ساعده و أدار عربته حيث أمره ذلك الصوت .