حكايتي مع شريط الأنباء... قصة قصيرة

حكايتي مع شريط الأنباء

بقلم حسنى ( مريم)


في إحدى أمسيات شهر شتنبر من سنة 1982 ؛
كنت كعادتي وأنا طفلة ألهو وأضحك ولا أكف عن الكلام
حتى أثناء نشرة الأخبار؛
التي يهتم والدي العزيز بمتابعتها في هدوء.
كان هذا هو السبب الوحيد الذي يجعله يغضب مني وينهرني؛
بل وأحيانا تمتد يده لتقذفني بأي شيء تجده في المتناول
(مخدة؛ كأس ؛ كتاب؛....)
وكنت أسكت على مضض للحظات ثم أجدني أستأنف الكلام رغما عني؛
فقد كنت من النوع الذي لا يستطيع البقاء صامتا وهادئا قط؛
ماذا كنت أقول ؟؟؟؟!!!!
لا أعلم بالضبط ولا أدري ما أهمية ذلك الكلام ....
كل ما أعلمه أني فقدت هذا الطبع وتحولت من النقيض إلى النقيض ؛
أصبحت أركن للهدوء و السكون ولا أُكْثِرُ الحديث ؛
بل لا أتحدث إلا إذا اضطررت لذلك ...
في هذه الأمسية أشار إلينا والدي كعادته بالسكوت فقد بدأت نشرة الأخبار ؛
وبعد انطلاقها رأيت أبي يأتي بحركات غريبة هذه المرة ؛
لقد اعتدل في جلسته وتفتحت عيناه بشكل كبير ؛
ثم نادى أخي الأكبر وأمره بالإنصات ؛
لقد عم الصمت بَهْوَنَا وتسمرت أمي بالباب عند قدومها من المطبخ ؛
وباقي إخوتي أيضا كل منهم ترك ما كان مشغولا به ونظر إلى التلفاز باهتمام ....
لم يكن بوسعي سوى أن أتابع أنا أيضا ؛ لقد أحسست بالرعب بداخلي . نظرت إلى الشاشة ... إنه خطب عظيم ... ليس فِلْمَ رعب عنيف... إنه أكثر من ذلك ...
جُثتٌ على الأرض هنا وهناك ؛ رؤوس مقطوعة ؛ بطون مبقورة ؛ أعناق مذبوحة ؛ أشلاء من بقايا أجساد لأشخاص في مختلف الأعمار ... رضع ؛ أطفال ؛ شباب ؛ نساء ؛ رجال ؛ شيوخ...
أين حدث هذا ؟؟
بدأت أتساءل لأول مرة :
من فعل هذا؟ وأين؟ ولماذا ؟؟؟
فكانت الإجابة : مذبحة بمخيمي صبرا وشاتيلا الفلسطينيين ؛
لم تأخذ اليهود رحمة أو اهتز لهم كَبِدٌ ؛
أكُلَّ هذا الحقد يختزنونه في صدورهم ضد الفلسطينيين بل ضد المسلمين ؟؟؟
ألم يكفهم أن أخذوا الأرض وطردوا أهلها إلى المخيمات؟
فما كان منهم إلا أن يعيثوا تقتيلا وذبحا فيهم؟؟؟؟
فكانت بداية جديدة لي مع شريط الأنباء؛
ومرحلة من الصمت الحزين....

يسعدنا ان نتعرف ولو القليل من حياة الاخت حسنى

من خلال ما كتبت تبين ان استاذتنا الفاضلة ترعرعت بين احضان عائلة متشبعة بالاخلاق الرفيعة

كما نضم صوتنا لصوتك اختي وندعو لكل اخواننا الذين يعانون الاضطهاد والحرمان بالنصر

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

اللهم أسألك يا ودود يا ذا العرش المجيد أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركانه
العرش أسألك بقدرتك التي قدرت بها على كل خلقك وبرحمتك التي وسعت كل شيئ لا
إله إلا أنت انصر إخواننا في غزه ووحد صفهم واجمع شملهم واجعلهم كالبنيان
المرصوص يشد بعضهم بعضا اللهم أعزهم بعزك يا من لا مذل لمن تعز و انصرهم
على من عاداهم وأعلو رايتهم اللهم عجل لهم بالنصر اللهم فك أسراهم واشف
مرضاهم وارزقهم إنك على كل شيئ قدير وصلي اللهم على نبينا محمد و على آله و
صحبه أجمعين

saber-dz كتب:- مقطع من الذاكرة الحية يأبى أن يركن أو يخمد
الابداع الذي يتأثر وينقل ويحاكي شيئا من اهتماماتنا
لهو أجدر بالخلود لانسانيته .
أشكرك بحق وأنت تجودين من النبع الحي .
ود واحترام.

تشرفت بزيارتك وتعليقك أيها الأديب الأريب صابر

وأبهجني الرد، والحقيقة أن روحك المبدعة هي التي ترى الجمال وتستشعره

دمت بخير وتقبل تحياتي وتقديري

أسماء كتب:

السلام عليكم ,,, هي حكاية كل منا نحن من ترعرعنا على الأخبار و على صور المأسئ في عالمنا ,,, كبرنا عليها و أصبحنا ننظر للحياة من خلالها ,,,

ذكرني موضوعك بالكثير الكثير .....

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أيتها الأخت الغالية أسماء

حقا، فالأخبار تحمل كل يوم بل في كل نشرة جديدا يفتح الجروح ويقطع القلوب

ومثلك أخي أسماء لا أخاله إلا يمتلك قلبا متعاطفا مع القضايا الإنسانية و الإسلامية
ومتأثرا بها.

فاللهم انصر الإسلام و المسلمين ، وأعد أراضينا الطاهرة إلينا وانتقم يا جبار من كل أعداء الدين

ELLABIB كتب:حكاية وأية حكاية يا أختي !!!

إنهافاجعة وعار القرن الراحل

إنها وصمة عار في جبين الإنسانية لاتمحوه الأيام

لقد نكأت جرحا عميقا ولو كان جرحا واحدا لاحتملناه ولكنها جراح كثر يا أختي

ولكنه التاريخ وهذه وظيفته

أما ماقمت به وأنت طفلة فذلك جزء من الطفولة

ولاتحلو الطفولة إلا به

مشكورة أختي عل الفكرة والطريقة والموضوع

أهلا بك أستاذي القدير
فعلا هي جروح تنز دما ونجيعا
ليس في صبرا وشاتيلا وحسب بل في بقاع أخرى أسيلت فيها دماء طاهرة زكية
فلعل ذلك بشرى بالنصر، لأن هذا الدين يواجه أعداء من كل نوع
وبإذن الله سيكتب له النصر وللمسلمين استرجاع الحقوق الضائعة

كل التقدير و الاحترام