مختصر عن المراهقة

مكن التمييز بين المراهقة البلوغية , والتي تبدأ تقريبا عند سن الحادي عشر إلى السادس أو السابع عشر , والمراهقة الفتوية والتي تمتد بين السادسة عشرة إلى العشرين
فالمراهقة الأولى تسيطر فيها التحولات العضوية والمراهقة الثانية تحتل فيها التعلمات الإجتماعية والثقافية المكانة الأولى
المراهقة البلوغية:
إن التحولات التي تسجل انتقال الفرد من الطفولة إلى النضج البيولوجي تشمل الشخصية بكاملها حيث توقظ لديه مجموعة من الرغبات والعواطف والمصالح ويركز اهتمامه الكبير على إشارات ارتقاءه إلى حالة البلوغ . إن هده التغيرات تكون مصدر قلق لدى المراهق و تجعله أكثر حساسية لمظهره الفيزيائي وأكثر هشاشة إزاء الملاحظات السلبية حوله والتي قد يبديها البالغون المكلفون بتربيته (الأب – الأستاذ ..) ففي هده الفترة يكون المراهق أكثر انزعاجا وحشمة ,فدولتو Dolto تشبه هده الفترة من حياة المراهق كتلك الرخويات التي تفقد صدفتها coquille وتلجأ إلى الصخور كمخابئ ريثما تتمكن من بناء صدفتها من جديد .
إن المراهق في هذه المرحلة يبدي معارضة للبالغين ,فالتعليمات لا يتقبلها بسهولة بل قد ينتقدها وهذه المعارضة يمكن أن تكون مفتوحة لدى الذكور وتتميز بالرفض أو العدوانية أحيانا , ومحتشمة لكنها موطدة العزم لدى الأنات.
فهذه الفترة تظهر كفاءات ميكانيكية ,رياضية,أدبية,علمية ...الخ أي تجاوز تلك العمليات الواقعية إلى تكون الفكر الصوري
المراهقة الفتوية :
تتميز هذه الفترة بالاعتراف الإيجابي بالذات وكذلك القيم المجتمعية التي تجيب على ميولاته الشخصية كالقيم الجمالية ,الأخلاقية ,الفلسفية ,الدينية...
إن الرغبة في الاستقلالية لدى المراهق في هده المرحلة تدفعه لخلق علائق متساوية مع البالغين شريطة أن تكون مواقف البالغين إيجابية
إن المراهق يغادر مراهقته ليدخل عالم البالغين, كما تقول Dolto ,حين يستطيع التخلص من التأثيرات الأسرية وتكون لديه الاستقلالية في اتخاذ القرارات والاختيارات على قدم المساواة مع البالغين فيجب على المراهق قبل أن يتخذ قرار أن يستشير فيه صديق له يكون قد تجاوز هذه المرحلة لان في هذه المرحلة تكون أكثر قراراتنا خطاء فيجب إن نأخذ ونستشير أصدقاء لنا في هذه القرارات .

والله الموفق


م / ن