هل حافظت على نعمة البصر؟

من طرف **همة** الإثنين 14 مارس 2016, 7:44 pm

قال تعالى: {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا} (إبراهيم:34)، فالنعمة الواحدة من نعم الله تعالى يستحيل إحصاؤها ونعمة البصر من أجل وأعظم النعم التي منّ بها الخالق سبحانه على الإنسان، والعين وهي عضو الإبصار جزء حساس في جسم الإنسان، وقد جعلها البارئسبحانه على هذه الصورة في مقدمة الوجه داخل تجويف عظمي في الجمجمة وأحاطها بعدة سواتر ربانية، متمثلة في الجفون والرموش التي تؤدي دورها في الذود عن العين من أي غزوات تلوثية أو ما شاكلها، فسبحانه القائل: {الذي خلق فسوى} (الأعلى: 2) {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ} (النمل: 88).

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فهذه المكانية المتميزة لوضعية العين في الجمجمة تتجلى فيها عظمة الخالق وطلاقة قدرته، وإذا ما عنّ بخاطر إنسان أن يحصي عظيم هذه النعم لأضنته الحيلة ولحارت قريحته وأخفقت فراسته في تحقيق ذلك مهما أوتي من فكر ثاقب وبصيرة نافذة فسبحان القائل

{وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا} (النحل: 18).

وقد ترى إنسانًا تعرض لخطر داهم إثر حادث عارض أو قصد عامد، وتأخذك به الشفقة من جلّ ما أصابه من كدمات ورضوض في جسده وتراه وقد تخثعم وجهه وشج رأسه وما ترى بعينه سوءا قط وكأن عليها من الله حارسا {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} (

يوسف: 64).

حقيقة علمية عن العين:

إن عين الإنسان الواحدة بها 140 مليونا من الخلايا الملتصقة للضوء (light Receptors)، وتقوم بمهمة إرسال المجموعة التصويرية إلى المخ(1)، وتسمى بالمخاريط والعصي، وطبقة المخاريط والعصي هي واحدة من عشر طبقات تتشكل منها شبكية

العين التي لا يزيد سمكها على 0.4 من المليمتر!! ويخرج من العين نصف مليون ليف عصبي ينقل الصورة بشكل ملون، وللعين درجة حرارة معينة تقل كثيرًا عن درجة حرارة الجسم العادية ولها أيضًا ضغط دم مختلف يتناسب مع طبيعتها الحساسة، فهل يروم لعاقل بعد

ذلك أن يبدد هذه النعمة فيما حرم

الله النظر إليه إذا ما علم أن الله {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} (غافر: 19).

ضوابط إلهية للنظر:

ومما حرمه الإسلام إطالة النظر من الرجل إلى المرأة ومن المرأة إلى الرجل، فإن العين مفتاح القلب، والنظر رسول الفتنة وبريد الزنا، ولهذا وجه الله أمره إلى المؤمنين والمؤمنات جميعًا بالغض من الإبصار مقترنًا بأمره تعالى بحفظ الفروج: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ

أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ. وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فَرُوجَهُنَّ} (النور: 30-31)، يقول ابن كثير: هذا أمر من الله تعالى لعباده المؤمنين والمؤمنات أن يغضوا أبصارهم عما حرم الله عليهم، فلا ينظروا إلا

لما أباح لهم النظر إليه وأن يغمضوا أبصارهم عن المحارم فإن اتفق أن وقع النظر على محرم من غير قصد فليصرف بصره عنه سريعًا(2).

ي

فأين نحن من هذا الأمر الإلهي الحاسم العاصم:

ترى إنسانًا قد أطلق عنان بصره لتلكم الرعبوب المتبرجة وآخر يتغزل في هذه العيناء المكتحلة المتنمصة، ومنا من يبدد وقته لاهيًا لاهثًا بعينه وراء مناظر خليعة لبشر استشرى فيهم داء (فقر الحياء) فحلت بهم (أنيميا الأخلاق) فحولوا بخبيث أفعالهم تلكم الأجهزة من نعم إلى

نقم

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]