ليتها كانت أوسع

من طرف **ellabiba** الأحد 22 مارس 2015, 9:50 am

السّلام عليكم .

ليتها كانت أوسع

ما أبهج المهجة وأوجع ... وساقها إلى الماضي التّليد و أرجع ... و فرّجها على الصّوّر الجميلة والقصص البسيطة أسمع .

ليتها كانت أوسع

قادتني إلى ذلك الحيّ خطواتي ... لتعزية خالة أمّي و ملاقاة قريباتي ... و مررت بها فهاجت ذكرياتي ... واختلج فؤادي شعور هجر منذ زمن حياتي ... تاجه البراءة ، صولجانه الصّفاء ، أثوابه مرحي و منبع ذاتي .

ليتها كانت أوسع

غطّاها سقف قرميديّ ... ضمّ مساحات شكلها دائريّ ... يعود وجودها إلى حقبة الطّغاة و العهد الاستعماريّ ... زيّنت ساحتها أشجار الصّنوبر الشّامخة والتّوت ذي الثّمر الأسود الشّهيّ .

ليتها كانت أوسع

كانت فتحة صغيرة بين جزئي الباب ... وقف و آثار الهرم بادية على لوحاته يلقي اللّوم والعتاب ... على من ضمّها ذات يوم فآثرت النّوى و التّحلّي بصفة : البعد و الغيّاب .

ليتها كانت أوسع .

كان تأشيرة الدّخول الأولى إلى مدرستي ... حاضنة : معلّمي ، رفاقي ، صديقاتي وصحبتي ... طاولتي ، أقلامي ، كتبي و محفظتي ... حروفي الهجائيّة ، حركاتي ، سكناتي ، شغبي و ضحكتي .

ليتها كانت أوسع

وأسرع من لمح البرق تدافعت الذّكريات ... و تزاحمت في الذّهن الأيّام الخوالي ، الدّقائق والسّاعات ... فهذا جدّي يمسك يدي و يتوسّد حائطها وتلك اللّبنات ... وهؤلاء فتيان يقارعون جرسها في مرح وجري وصيحات ... وهاته بنات تفنّنت الأمّهات في مشط شعرهنّ وتزيين تلك الظّفيرات ... و هذا معلّمي يستقبلنا باتسامته الهادئة ومئزره الأبيض متثاقل الخطوات ...

آه ثمّ آه ثمّ آه ... رحم المولى كلّ ميّت و رزقه بالخير كلّ من ينعم بالحياة .

ليتها كانت أوسع .

بقدر الفرح الّذي عشته بقدر الحزن الّي تملّكني ... كانت مدرستي الابتدائيّة ، أمرّ بها وبابها موصد فقفله حال بيني وبين الدّخول إليها وصدّني ... فلم أجد إلاّ تلك الفتحة الصّغيرة تتوسّطه لأنحني وأنطلق من خلالها إلى زمن الصّبا الّذي يأبى العودة وقارفني .

ليتها كانت أوسع .

لم آبه لاستغراب المارّة ودهشتهم ... فلقد كان بالنّسبة إليهم مشهدا آثار حيرتهم ... وجرّ من الأفكار ما جرّ إلى مخيّلتهم ... ما كنت إلاّ لأعذرهم ... فمقلتاي تتمتّعان بما تعمى عنه أعينهم .

كان همّي الوحيد الدّخول ... حاولت وحاولت وحاولت ... ولمّا فشلت حدّقت بفتحة الباب متألّمة متمنّية قائلة :

ليتك كنت أوسع .

من طرف **همة** الأحد 22 مارس 2015, 11:33 am

شـــوق... يختلج العقول لماض جميل
حنيـــن... لأيام خلت من حياتنا
ذاكرة... لطالما عادت للحظات رسمناها
بين ابتسامة و دمعة و همسة عتاب اختلفت قصصها
لازلنا نتعايشها و نتحسس سطورها
نتذوقها بحلاوتها و مرارتها !!
ذكرياتنا كتاب نتصفحه كل يوم
نتمنى لو كتبت سطوره بقلم , لنضيف لمسات الفرح
و نزيل شوائب الفشل و الأحزان !!
لكن الحياة أبت إلا أن تجعلها صفحة كتبت بحبر يقرأ و لا يعدل

حاضــر يمــتـزج بمستقبل ...

تتسارع الخطى ..
نبحث عن أنفسنا..
ماذا سأكون و ماذا أريد ؟!!
كل يعدوا خلف أحلامه ... طموحاته و أهدافه
نحلل... نقلب ... نجرب و نصحح

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

نتأمل ... منارة مضيئة و مرسى الأمان
نرجو ... مصادفة لافته تقول : انتهت المهمة بنجاح
قد..ننكسر و تتباطىء الخطى
قد..نيأس و ندير الدفة للوراء
نمضي .. بلحظة سكون يتوقف فيها الزمن
نترقب..شمعة تضاء لنتلمس الطريق
نحن..لنفس ينعش كياننا ليعيد الحياة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

دمت متالقة دائما باختياراتك الرائعة

استادتنا لبيبة

من طرف **الاطلال** الأحد 22 مارس 2015, 2:37 pm

من معلقة امرؤ القيس

قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل	بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخول فحَوْملِ
فتوضح فالمقراة لم يَعفُ رسمهاَ	لما نسجتْها من جَنُوب وشمالِ

كأني غَداة َ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَلّوا	لدى سَمُراتِ الحَيّ ناقِفُ حنظلِ
وُقوفاً بها صَحْبي عَليَّ مَطِيَّهُمْ	يقُولون لا تهلكْ أسى ً وتجمّل
وإنَّ شفائي عبرة ٌ مهراقة ٌ	فهلْ عند رَسمٍ دارِسٍ من مُعوَّلِ
كدأبكَ من أمِّ الحويَرثِ قبلها	وجارتها أمَّ الربابِ بمأسل
فَفاضَت دُموعُ العَينِ مِنّي صَبابَةً	عَلى النَحرِ حَتّى بَلَّ دَمعِيَ مِحمَلي

مرحبا استاذة اشرقت الانوار بوجودك

استاذة لبيبة لقد أيقظت فينا الحنين الى الطفولة و البراءة خاصة الى السنوات الاولى في المدرسة و ذلك المعلم الذي جف ريقه و بح صوته وهو يصلح لساني ويقوم ما اعوج من قلمي على دفتري لاكتب على خط مستقيم .فتحية اكبار لكل من علمونا .

يبدو ان حظي أحسن منك ياأستاذة فمدرستي الابتدائية ابوابها مفتوحة لحد الان صحيح فيها مرافق جديدة و لكن الاقسام القديمة

لازالت تقول انا هنا فهل من زائر ....و كلما مررت بها مر أمامي شريط الذكريات واخذني الحنين الى مراتع الطفولة و مرابع الصبا و ذلك الزمن الجميل ........................شكرا على الموضوع لا عدمنا طلتك المميزة يا استاذة .
ان شاء الله في المرة القادمة تتمكنين من الدخول الى مدرستك و تقفين على اطلالها ولاتقولين ليتك كنت اوسع .

من طرف **ellabiba** السبت 28 مارس 2015, 10:28 am

السّلام عليكم .

تحيّة تقدير أزفّهالـ : الـحسّاسة المرهفة همة ، و الأستاذة الشّاعرة : شهرزاد .

جاء ردّكما راقيا وكان تفاعلكما و لا أروع عكس طيب نفسيكما ورقّتهما .

عندما كنّا صغارا كان الزّمن يمرّ بنا فنعيش يومه دون التّفكير في غده ،

ونغنم من فرحه غير آبهين بترحه ، وتسعدنا توافهه ولا تردعنا صعابه .

ولمّا كبرنا صرنا نرقب نوبات الدّهر ونتوقّع الأسوأ على الدّوام ،

فتطلّ ذكريات الماضي تنير سواد الحاضر ، وتعطيه أيّام الطّفولة نكهة الاستمرار .

شكرا :وسّع الله فيض مشاعركما ، وجعله منبع خير على المنتدى وأهله .

من طرف **ellabib** الثلاثاء 31 مارس 2015, 10:13 am

لقد أبدعت فيما خطته أناملك أيتها اللبيبة

ترحلين وتعودين كذلك (المزن) الذي يحمل معه ماء الحياة

تتدفق عطاءاتك فتمطريننا بها لتعيدينا تارة لماض سحيق

يرسم أحلامنا الراحلة ..كانت هنا ..مرت من هنا ..ضحكت هنا

بكت هنا ..وليتها مارحلت فظلت هنا

وأنا أقرأ لك أجد نفسي أمام أديبة وفنانة يلهمها الماضي جمالا

لايستشعره إلا من يبحر في أعماقها

وأنا أقرأ لك أجد نفسي مشدودا بين جمال الخيال اللامحدود

وصدق تلك العبارات الرائعة التي ترصع خاطرتك بلآلئ

في غاية الجمال تسحر الألباب

وأمام سحر الخيال وجمال الأداء وآهات الحسرة التي تتراقص

هنا وهناك لايسعني إلا أن أقول

ليت خاطرتك هاته كانت أوسع

دمت ودام عطاؤك أيتها الفاضلة

وأدام الله عليك الصحة والعافية

من طرف **ellabiba** الثلاثاء 31 مارس 2015, 8:04 pm

السّلام عليكم .

للياسمين بياض انتقاه من بين الألوان ، و للرّبشة وتر لا ينطق إلاّ بمداعبة فنّان ، ولزخّات المطر رقصات تزهو بملامسة الأفنان ، و للرّقاة بلسم لكلّ عليل : ترتيل و تلاوة القرآن ، وللرّومنسيّة لبيب خصّه الرّبّ بها عن كلّ إنسان ، فله من عذب الكلام قطوف يعجز عن الإتيان بها أبلغ لسان ، فلو أسلمنا أنّ للشّمس مشرقين لما كان له بين الشّاعريّين أخ أو مثيلان .

لا حرمنا الله من لمساتك الرّقيقة وتدخّلاتك المثلجة للأنفس ، بارك المولى فيك يا أستاذ.

ليتها كانت أوسع

ليتها كانت أوسع

رد: ليتها كانت أوسع

رد: ليتها كانت أوسع

رد: ليتها كانت أوسع

رد: ليتها كانت أوسع

رد: ليتها كانت أوسع