حقا الصديق وقت الضيق

من طرف **همة** الخميس 19 مارس 2015, 7:59 pm

القصة الاولى

بعد انتهاء إحدى المعارك الضارية استأذن أحد الجنود من قائد الكتيبة أن يعود إلى أرض المعركة بحثاً عن صديقه.

فما كان من القائد إلا أن رفض طلب الجندي، مبرراً ذلك الرفض بأنه لا يريد أن يخاطر الجندي بروحه مقابل صديقه الذي غالباً ما سيجده جثة هامدة.

ولكن الجندي ضرب بكلام القائد عرض الحائط، واستل نفسه بغتة وذهب ليبحث عن صديقه.

وبعد سويعات عاد الجندي مثخناً بالجراح حاملاً على ظهره جثة صديقه الذي وافاته المنية..

فأصيب القائد بالدهشة، وشعر في خلجات نفسه بعظم هذا الجندي وشجاعته، وبادره متسائلاً:

ألم أقل لك أنك ستجده جثة ! فهل كان الأمر يستحق كل هذه المخاطرة للعثور على جثة ؟ !

فالتفت الجندي إلى القائد وكان هو الآخر يحتضر: أجل يا سيدي، فعندما عثرت عليه كان حياً، وبادرني قائلاً:

كنت أعلم أنك ستأتي !

الصديق:

إنه ذلك الذي تجده يبحث عنك عندما يقرر الجميع التخلي عنك !

هل لديك أحد هؤلاء الأصدقاء ؟

إن كان لديك ولو واحداً فعض عليه بالنواجذ، واحمد ربك بأن سخر لك صديقاً حميماً، وقل له إني أحبك في الله.

وإن لم يكن لديك، فأعد حساباتك واعلم أنك إلى الآن لم تجد ضالتك في الصداقة.

القصة الثانية
كان هناك شاب يفتخر دائما امام والده المسن بان لديه من الاصدقاء الكثير وانهم يساعدونه في كل شيء ويقفون معه في كل الامور ولا يتركونه فقال له والده المسن : وكم عدد اصدقائك ؟ فقال له الولد : يقترب من الاربعين , فقال له الوالد المسن : وهل كل هؤلاء يقفون معك في السراء والضراء يا بني ؟ فقال له الولد : نعم يا ابي انهم اصدقائي فكيف لا يقفون معي ونحن ناكل معا ونشرب معا ونلعب معا ولا نترك بعضنا البعض الا عند النوم يا ابي فكيف لا تريدهم ان يقفون معي وقت الضيق او في المسرة ؟ فقال له والده المسن : ربما يقفون معك في المسرة والذي يقف معك في المسرة لا تضمنه صديق لك .. ولكن الصديق يا بني وقت الضيق , فقال له الولد : كيف يمكن لي يا ابي ان اعرف الصديق الحقيقي منهم ؟ فقال له الوالد : انا اقول لك كيف يمكن لك ان تعرف صديقك .. احضر لي خروفا اريد ان اذبحه امامك .. فاحضر الولد الخروف .. وذبحوه .. ثم قال له الوالد : اذهب وقل لاصدقائك واحدا واحدا لقد وقعت في مصيبة وقتلت رجلا بطريقة الخطا عندما تعاركت معه واريد ان اواري الجثة تحت التراب قبل ان يكشفني احد ويعلم اني قد قتلت .. فذهب الولد الى اصدقائه واحدا واحدا الى ان وصل الاربعين كلهم ظنا منه ان احدهم سيساعده في موارات الجثة " القتيل " فلم يستجب منهم احد فعاد الى والده وقال : لم يستجب احد الى يا ابي فكلهم خائفون فقال : قلت لك لا يا بني ليس كل من يقف معك في المسرة يعتبر صديق لان الصديق الحقيقي هو الذي يقف معك وقت الضيق كذلك .. اما الان يا بني لقد جاء دوري لاعلمك درسا في الحياة بان الصديق الواحد عندما يكون مخلصا لك في وقت الضيق قبل المسرة افضل من الاربعين صديق كالذي تعرف انت يا بني .. اريد منك يا بني ان تذهب الى صديق لي اسمه فولان وتقول له بان والدي وقع في مصيبة كذا كذا .. واريد منك الحضور لموارات الجثة مع والدي .. فذهب الولد الى صديق والده وابلغه بما حصل فقال له صديق والده انتظر قليلا وساتي معك .. وعندما جاء صديق الوالد المسن .. قال ما بكم قال له الوالد : لا تقلق لا يوجد قتيل وانما اردت ان اعلم ابني درسا في الحياة ان " الصديق وقت الضيق " وهذا الخروف الذي ذبحته ليس رجل قتيل .. ونريد ان ناكله معا الان فاكلوه وفرحوا به وكان الولد قد تعلم درسا في حياته لا ينساه انه ليس كل من يضحك في وجهك ويسهر معك وياكل ويشرب معك هو يعتبر صديق واتمنى من الله ان ياخذ كل منا بهذه القصة في حياته ويعتبرها قانونا يسير عليه في اختيار الصديق .. وبارك الله فيكم ..

من طرف **الاطلال** الجمعة 20 مارس 2015, 3:54 pm

[size=30]الصداقة[/size]

« مَن صَدَقَ فِي أُخُوَّةِ أخِيهِ ؛ قَبِلَ عِلَلَهُ ، وسَدَّ خَلَلَهُ ، وغَفَرَ زَلَلَهُ »

العطاءُ دونَ طلبٍ ؛ يكونُ أعظم ..
و المحبةُ دونَ ترددٍ ؛ تكونُ أروع ..
و الصداقةُ دونَ مصالحٍ ؛ تكونُ أصدق
sunny

حقا الصديق وقت الضيق

حقا الصديق وقت الضيق

رد: حقا الصديق وقت الضيق