هل المعلم يخطئ...

هل المعلم يُخطئ ؟؟؟!!!

الجزء الأول:

الأب: أم خالد..
الأم : نعم يا أبا خالد..
الأب: قبل قليلٍ على العشاء لم يُعجبني وجه خالد،، فهل تعلمين ما به؟؟
الأم: وأنا والله كذلك يا أبا خالد، بل لاحظت التغير عليه منذ جاء من المدرسة، فقلت في نفسي لعله أتعب نفسه باللعب...
الأب: ولكن علامات وجهه لا تظهر أنه مُتعب.. بل أظن أن به شيئاً...فلقد لاحظت أنه يلتفت كثيراً ولم يأكل جيداً وكأنه يترقب قدوم أحد...
الأم: أنت الآن تشغلني أكثر عليه،، هل به شيء؟؟؟
الأب: لا عليكِ،، سأذهب لأتفقده في فراشه...

الأب: خالد... ما تزال يقظاً؟؟!!
خالد: نعم يا أبتي..
الأب: ولكن لماذا يا بني؟؟ هذا هو وقت نومك المعتاد !! 
هل قرأت أذكار النوم؟؟
خالد: نعم يا أبتي.. ولكني....
الأب: ولكنك ماذا...؟؟
خالد: أبي أنا لا أريد أن أنام ....
الأب: لماذا يا حبيبي؟؟!! هل يزعجك شيء؟؟
خالد: كلا.. ولكن أخشى أن أموت وأنا نائم ثم لا أراكم مرة أخرى.. وأنا لا أريد أن أموت وأدفن..
الأب: خالد ما هذا الذي تقوله يا بني؟؟!! ومن قال أنك إذا نمت ستموت وتدفن؟؟!!
خالد: المعلم يا أبتي..
الأب: المعلم ؟؟؟!!!
خالد: نعم.. وقال أيضاً أن الذي يُغضب ربه ووالديه فإنه يُعذب بالنار في قبره... كما أنه ذهب بنا إلى مقبرة قريبة وأطلعنا على القبور وذكر لنا كيف يُعذب العصاة فيها....
وأنا يا أبتي خائف.. خائفٌ جداً... فقد أغضبت أمي بالأمس وأخاف من النار....
الأب: لا حول ولا قوة إلا بالله..... حسناً يا بني...اسمعني جيداً....
لم يكن المعلم يقصد أنك بمجرد أن أغضبت أحد والديك أنك ستموت بعدها مباشرة ثم تعذب....
فالله سبحانه وتعالى غفور رحيم... شرع الاستغفار بل ورغّب فيه ورتّب عليه أجراً عظيماً.....
خالد: ولكنك يا أبتي قلت أن كل ما يقوله المعلم صحيح وأنه لا يُخطئ!!!!....
الأب: يا بني.... أولاً فعلاً أنا قلت كذلك ولكن كنت أقصد من كلامي هو ما يغلب على كلام المعلم وهو الصواب لدرجة أن أخطاءه قد تكون نادرة أو معدومة.. وثانياً تذكر يا بني أن المعلم بشر،، والبشر غير معصومٍ من الخطأ مهما كان عالماً إلا من عصم الله...
وثالثاً.. المعلم كان يريد إيصال معلومة صحيحة إليكم ولكنه لم يُوفق للطريقة السليمة،، ولم يُحسن التقدير كذلك فيما يناسب سِنّكم.....فأنتم لم تتجاوزوا الثامنة بعد.......
والآن يا بني .... اعلم أن الله رحيم ودود.... قد جعل للإنسان عمراً معيناً يبدأ بمحاسبته فيه وهو سن البلوغ وأنت مازلت صغيراً ولن يؤاخذك الله على ما تفعل،، فقد جعل لك هذه السنوات لتتعلم فيها أعمال الطاعات من صلاة وصيام وبر بالوالدين وإحسان للناس وغير ذلك حتى إذا وصلت سنَّ البلوغ بدأ بتسجيل أعمالك ومحاسبتك عليها...

أما الآن أريدك أن تنام قرير العين مطمئناً.. 
خالد: حسناً يا أبتي... فقد ارحتني بهذه الكلمات.....


أكتفي بهذه المقولة 
( الطبيب الجاهل قد يقتل شخصاً أما المعلّم الجاهل فقد يقتل أمة )
 
كانت هذه هي المشكلة  وترقبوا تكلمة الحوار في الجزء الثاني......
__________________

كذلك هي أخطاء المعلم أو المربي في 
تربية الأجيال بتحميلهم أكثر من قدرتهم النفسية..
مثل النقد المستمر.. وطلب الكمال وإلقاء اللوم عليهم
أوإشعارهم بالذنب...... مما يولد الخوف لديهم .....
وأكثر ما يلفت النظر في تعامل الأب (أبوخالد ) مع ابنه 
هو احتوائه للمشكلة والرد على استفسارات الابن 
مما بعث الطمأنينة في نفسه ....
لك جزيل الشكر استاذنا على اضافتك و مرورك بصفحتي