تلهو بنا الحياة و تسخر

تلهو بنا الحياةُ وتسخر
وجدت نفسي مستغرقتا  هذا المساء في الاستماع إلى أم كلثوم في أغنية تعود إلى عام 1968، ’هذه ليلتي‘ من شعر جورج جرداق، وعادت بي ’هذه ليلتي‘ إلى ْاْيام المجد والعزة . لم تكن العودة بدافع نوستالجيا أو حنينٍ طبيعيٍّ إلى الماضي وحسب، يل لقد كان هناك قدرٌ كبير من الأسى لما حلّ بنا بعد اْعوام من الزمان، أوحت به بعض مقاطع القصيدة، ه

لقد انتقلنا من الطرب الاْصيل و اللحن الراقي الى الصخب و الكلمات الفاحشة  
ومن قائمة الزعماء  إلى قائمة تطول من التُّبّع والعابثين والمتسولين مستقبلاً لأمتهم ه

ومن ’الوحدة‘ و القومية الى التقسيم والتفريق

ومن ’التحرير‘ إلى التسليم... ه

ومن مستقبلٍ واعدٍ إلى مستقبلٍ يراه أكثرُنا ـ في ظلِّ ما يجري ـ مظلماً ه

وانتقلتنا  من ريادة الامم في السياسة والأدب والثقافة والعلوم والفنون، إلى تبعيةٍ وتدنٍّ في ذلك كلِّه؛ تبعيةٍ مُذلّةٍ لنا 

وكان ذلك حاضراً بشدة في بعضٍ من مقاطع القصيدة التي ختمها قائلاً: هذه ليلتي فقف يا زماني ه

ولكن الحياة لا تقف من أجلِ أحد، فكان لاْعوام من التفريط والتنطّع والعبث ما نراه من دمار وعجزٍ وتخلّف.  والديار التي كانت قديماً ديارا، أصبحت ترانا قِفاراه

هذه ليلتي ...  للشاعر جورج جرداق

هذه ليلتي وحلمُ حياتي

بين ماضٍ من الزمانِ وآت

بعد حينٍ يبدّلُ الحبُّ دارا

والعصافيرُ تهجرُ الأوْكار

وديارٌ كانت قديماً ديارا

سترانا كما نراها قِفارا

سوف تلهو بنا الحياةُ وتسخرْ، 
 

وليكن ليلُنا طويلاً طويلا

في بحارٍ تئنُّ فيها الرياح

ضاع فيها المجدافُ والملّاح


سوف تلهو بنا الحياة وتسخر، 


ربِّ من أين للزمانِ صباه

إن غدوْنا وصبحُه ومَساه

لن يرى الحبُّ بعدنا من حداه


ملءُ قلبيَ شوقٌ وملءُ كياني

هذه ليلتي فقف يا زماني

 و هذه اْبيات شعرية للشاعر محمود غنيم يرثي فيها اْمجاد العرب

مالـي وللنجـم يرعانـي وأرعــاه***أمسى كلانا يعـاف الغمـض جفنـاه

لي فيـك يـا ليـل آهـات أرددهـا**أواه لـو أجـدت المـحـزون أواه

لا تحسبنـي محبـا أشتكـي وصبـا**أهون ما فـي سبيـل الحـب ألقـاه

إنـي تذكـرت والذكـرى مؤرقـة**مجـدا تلـيـدا بأيديـنـا أضعـنـاه

ويح العروبة كان الكـون مسرحهـا**فأصبحـت تتـوارى فـي زوايــاه

أنى اتجهت إلى الإسـلام فـي بلـد**تجده كالطيـر مقصوصـا جناحـاه

كـم صرفتنـا يـد كنـا نصرفـهـا**وبـات يملكـنـا شـعـب ملكـنـاه

منفول بتصرف