هل الانتقام يداوي جرح الانسان ؟؟؟

من طرف **sara05** الجمعة 11 أبريل 2014, 8:16 pm

الانتقام يداوي جرح الانسان؟

هل الانتقام يداوي جرح الانسان ؟؟؟

في هذه الحياة المليئة بالهموم والأحزان .. وربما الجروح والآلام التي لا تبـرى .. من قبل أناس ....سواء بقصد أو بغير قصـد .!

البعض منا يلجأ إلى التحاور والحلول الودية .. لفهم الأسباب التي دفعت لحدوث الإشكال بين الطرفين ويكتفون بذلك .!

وترى فئة أخرى أن الانتقام هو السبيل الوحيد ليشفي غليلهم وليرد اعتبارهم وأحيانا كرامتهم المهانة وكبريائهم المجروحه .. ......

وآخرون!!!!!ربما يجدون الاثنان وسيلة لمداواة الجروح العميقة التي تغلغلت في النفوس وجرحت في الصميم .

السؤال الذي يطرح نفسه .. !!!!!

هل ترى الانتقام أفضل وسيلة لعلاج جروحك ورد اعتبارك.. ؟؟

أم أن طيبتك وتسامحك تفرض عليك أسلوبا أفضل ..؟
تحياتي

من طرف **همة** السبت 12 أبريل 2014, 4:53 pm

يقول الإمام القرطبي في تفسير قوله تعالى : (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ).

"وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ " قال العلماء : جعل الله المؤمنين صنفين؛ صنف يعفون عن الظالم فبدأ بذكرهم في قوله: " وإذا ما غضبوا هم يغفرون " [ الشورى : 37 ] . وصنف ينتصرون من ظالمهم . ثم بين حد الانتصار بقوله : " وجزاء سيئة سيئة مثلها " فينتصر ممن ظلمه من غير أن يعتدي .

قال مقاتل وهشام بن حجير : هذا في المجروح ينتقم من الجارح بالقصاص دون غيره من سب أو شتم . وقاله الشافعي وأبو حنيفة وسفيان .

..

واليك هذه القصة القصيرة عن الانتفام الخاطئ :

يحكي هذه القصة احد الطلاب قائلا:

منذ السنة الجامعية الأولى وهو يتقدمنا بتفوقه وأخلاقه وتواضعه، لم تفارق الابتسامة فاه لحظة واحدة، فطيبته بلا حدود وبساطته فوق المستوى العادي، كان بدوياً عكس ما ارتسم في أذهاننا نحن المتحضرين عن البدو الحمقى ، يفيض رقة وأدبا وحياء، لكن ذلك لم يشفع له من حسد القاعة المعجة بالطلاب لسعة علمه وثقافته المتنوعة، وقرر بعضنا منافسته والسخرية منه إضعافاً لعزيمته لكنه ازداد ذكاء وعبقرية، وتقهقر كل المتنافسين والساخرين عن طريقه المزهرة، فارتفعت درجة تقدير عمادة الكلية لمثاليته فتم تكريمه مراراً..

حين شارف المستوى الأخير على الانتهاء، نهضت الاستعدادات الطلابية القصوى لخوض الامتحانات، فلزم كل واحد منا ملازمه ومقرراته ما عداه فقد انطلق للتنزه كما يفعل عادة عند أدائه كل امتحان، وانتهت الامتحانات، فأعلنت النتيجة النهائية تقدمه علينا مع مرتبة الشرف.

هذا اليوم هو موعد استلام شهائد التخرج في احتفال مهيب يليق بالفرحة الغامرة، والتحم قرار تعيينه معيداً كل أروقة الكلية، وعلى المنصة تعلقت الأعناق المشرئبة أثناء المناداة باسمه، فتقدم بخطوات فرحة نحو المنصة وهو يوزع نظراته وابتساماته المتواضعة على الحاضرين، وامتدت يده لمصافحة رئاسة الجامعة التي ستمنحه شهادة تكريمه وتفوقه، لكن طلقة نارية غدرته من الخلف فانكبت قامته على الطاولة، واضطربت القاعة وساد الهرج والمرج وخلط الرعب الحابل بالنابل لكن أيادي طلابية شجاعة قبضت على القاتل الذي اعترف بفعلته قائلاً بوحشية:

إن شخصاً ينتمي إلى قبيلتهم كان قد قتل قبل عشرين عاماً أحد أفراد قبيلتنا.

ضيع الانتقام من الوجود شابا لا ذنب له ولاقوة فدفع حياته ثمنا لجهل مازال لحد الان قائم .

هل الانتقام يداوي جرح الانسان ؟؟؟

هل الانتقام يداوي جرح الانسان ؟؟؟

رد: هل الانتقام يداوي جرح الانسان ؟؟؟