التوقيت المستمر في المدرسة الابتدائية بين الرفض والإقبال.

يحظى مشكل تدبير الزمن المدرسي باهمية كبيرة خصوصا بعد صدور المذكرة الوزارية رقم 122 لما جاءت به من جديد في هذا الشان.ومن جديد يعود موضوع تدبير الزمن المدرسي الى الواجهة،لما له من اهمية قصوى في فسح المجال واسعا لاعداد الاجيال الصاعدة. فكثر النقاش والجدال حول التوقيت الصالح للاطفال والمعلمين في المدرسة الابتدائية، فبرز في الساحة طرفان:متمسك بالتوقيت العادي المعمول به سابقا،وآخر يفضل التوقيت المكيف أي المستمر،ولكل طرف اسبابه وحججه طبعا.

يفضل المعارضون للتوقيت العادي التوقيت المستمر بالمدرسة الابتدائية لان هذا الاخير يسمح لهم حسب رايهم هذا من رعاية اولادهم طيلة اليوم مستفيدين من انصاف الايام الفاغة ولانه ايضا حسب راي آخرين يفسح لهم المجال للقيام بانشطة اخرى لان ظروف الاستقرار منعدمة بالعالم القروي.وهؤلاء العاملون بالمدرسة الابتدائية في الارياف والقرى لايقبلون باي صيغة مخالفة لهذا التوقيت المستمر.

بينما يرى الفريق المعارض للتوقيت المستمر ان رفض الآخرين للتوقيت العادي راجع الى حبهم للذات وتفضيلهم المصلحة الشخصية على مصلحة التلميذ ناسين او متناسين ان ابناءهم يدرسون في المدارس الخصوصية بالتوقيت العادي ويستفيدون من فترات للراحة صباحا ومساء بدون ارهاق او تعب،وحتى ان كانوا محقين في دعواهم فلماذا لا يفرضونه على المدارس الخصوصية خدمة لابنائهم؟لكنهم لن يفعلوا لانهم عميان بسبب الانانية.ويعتقد اصحاب هذا الفريق ان التوقيت المستمر يسبب ارهاقا كبيرا للتلميذ ينعكس بالسلب على مستوى تحصيله الدراسي،كما انه يسبب ارهاقا للاستاذ لطول الحصة الدراسية كما انه يزيد من ثقل المحفظة مما يضر بصحة التلميذ ويؤدي الى اعوجاج عموده الفقري،كما انه ساهم في التقليل من الانشطة الموازية ،وجعل الاساتذة العاملين بالمجال القروي والقاطنين في المدن لا يستقرون بالمدرسة مما يزيد من تغيباتهم وتاخراتهم.وعيوب هذا التوقيت –حسب هذا الفريق- كثيرة تنعكس كلها سلبا على المستوى التحصيلي للتلميذ القروي.

وسواء عملنا في المدرسة الابتدائية بالتوقيت العادي او المستمر او بهما معا لا يجب ان ننسى او نتناسى رسالتنا في تعليم ابنائنا ما ينفعهم في حياتهم الحاضرة والمستقبلية وان نسعى جميعا للمحافظة على زمن تعلم التلميذ.