درر أعشقها

بسمه تعالى
ارتأيت أن أضع بين أيديكم كلمات أحببتها وأسرت فؤادي وستبقى كذلك لأنّها
من أستاذي الّذي أكنّ له كلّ الاحترام والتّقدير.
و قد كتبها لي مذ كنت طالبة في قسمه قبل 23 سنة
ولم أطلعكم عليها إلاّ بعد استئذانه .
بسم الله أوّلاً وأخيرًا . وبعد :
أصدقك القول أنّي قلّما صادفت طالبة مثلك فأنت تمتازين ببعض الخواص والصّفات الّتي لم يسبق لي أن وجدتها في الطّالبات اللّاتي تعاملت معهنّ خلال رحلتي في عالم التّعليم وصناعة النّفوس . فأجمل خاصّيّة تتميّزين بها عن غيرك هي ذلك الهدوء الّذي يكاد يشبه هدوء المحيطات في عزّ الصّيف وأنت محيط في اتّساع صدرك وتقبّلك لنقدي اللّاذع أحيانًا ومحيط في عمق رؤاك للحياة والكون . و لعمري ما صادفت هذا أبدًا في بنات جنسك . ولذا كثيرًا ما فكّرتُ وتساءلتُ مع نفسي :ترى لِمَ لَمْ تذهب اللّبيبة إلى الجامعة فتعمّق معارفها وتغوص أكثر في محيطات العلم والمعرفة . أنت تنامين على امكانيّات كبيرة وطاقات عظيمة ولسوء حظّك لم تجدي من يوجّهك ويفجّر هذه المعارف وهذه الكنوز الدّفينة .
ولكن مادمت في ربيع العمر وفي أعزّ أيّامك فما المانع أن تتبحري في عالم المعرفة وتغوصي في أعماق الكون والوجود لعلّك تصبحين واحدة من روائع بنات زمانك .
غير أنّي أعود إلى نفسي لأسألها ترى ما سرُّ هذه المسحة من الحزن الدّائم الّذي عهدته فيك وملازمًا لك أهو طبعك هذا ؟ أم هو نوع من القناعة بحياة خاصّة اخترتها لنفسك ، مالي لا أرى فيك ما أراه في بنات جنسك من طرب وفرح وتوثب للحياة ؟ لستُ أدري .
أحيانًا أقول أنّ ظروفًا عائليّة صنعت شخصيّتك هذه ، وأحيانًا أقول أنّ نموّك العقليّ نضج مبكّرًا فكنت هكذا والسّرّ يبقى عندك إلى حدّ ما .
سألتني مرّة عن معنى الحياة وهل لي وأنا العبد الضّعيف العاجز عن معرفة مكنونات نفسي أن أعرف هذا اللّغز الحائر الّذي كتب عنه الكثير والكثير من الفلاسفة والمفكّرين ولكنّهم وللأسف لم يقولوا شيئًا .
وأخيرًا معذرة على قساوتي عليك من حين للآخر ويعلم الله أنّي أُكبرُ فيك عمق تفكيرك وتصوّرك و أحترم فيك ذلك ولكن للنّفس أحوال وظروف .
وأرجو من الله أن يحقّق آمالك وأحلامك ويجعل أيّامك أفراحًا وأعيادًا ودمت في رعاية الله وحفظه .
وبما أنّك قد أصررت على أن أسدي لك بعض النّصائح الّتي قد تحتاجين إليها في حياتك العمليّة فها أنذا أضع بين يديك خلاصة تجاربي من هذه الحياة فتأمّليها فإن وجدت فيها حاجتك فخذيها واحفظيها وإلاّ فاحتفظي بها ليومها .
-اعلمي أنّه ليس كلّ ما يلمع ذهبًا وأنّه ليس كلّ ذكر رجلاً واعلمي أنّ الكلام المعسول كثيرًا ما يخدع وكثيرًا ما يخبّئ وراءه سمًّا قاتلاً .
-إذا قدّر الله يومًا وأردت أن تبني أسرة فاختاري من الرّجال من هو أقرب من مزاجك وطبعك وإلاّ فإنّك ستصطدمين معه وسينتثر العقد لا محالة .
-وأنت تقطعين رحلتك في هذه الحياة تأكّدي أنّ الحياة سعادة وشقاء وضحكة وبكاء فإن لقتك أفراح ومسرّات يومًا فلا تطمئنّي للدّنيا واستعدّي للأقراح .
-تشجّعي عند نوازل الدّهر واعلمي أنّ الضّجر والسّخط لن يغيّرا من الأمر شيئًا فلا داعي لذلك.
-توكّلي على الله في كلّ شؤون حياتك فهو وحده الّذي يلجأ إليه المتعبون وهو وحده الّذي يلوذ إليه المكروبون .
-اعتصمي بالله في السّرّاء والضّرّاء تفوزي و تنجحي .
وأرجو أن تكون هذه الكلمات والسّطور شموعًا تستنرين بها في دروب الحياة الوعرة و تقطعين بها وهاد وعقبات الحياة .
والله وحده الموفّق والسّلام عليكم .
أستاذك : اللّبيب .
لا أجرؤ أن أكتب بعد أستاذي إلاّ كلمتي : دمت لي .

السلام عليكم ...

في هذه الحياة نكون ممن حباهم الله بالحظ السعيد لو مررنا بهؤلاء ,,,يقال أنهم كالرسل لنا لتستنير بهم حياتنا لا دور لهم سوا أنهم يأخذون بأيدينا و يمنحوننا الأمل في الحياة ,,, كان حظك رائعا إن ممرتي بأحدهم و كان حظك رائعا أن وضع بين يديك ما لا يقدر بثمن .....
فسبحان الله اليوم عندما قرآت هذه الكلمات تذكرت أحد المعلمات دخلت صفنا و نحن في المرحلة الإعدادية كانت بديل لمعلمة أخرى ليوم واحد و ها أنا أذكرها رغم ما مر من سنين قالت كلمات تشابه كثيرا ما قرأت الأن .... علمتنا أن ننظر للحياة كقيمة لا كشئ تافه تمر الساعات دون أن يكون لنا دور فيه صحيح أنني و بعد هذه السنين لي تقييمي الخاص لتجربتي في الحياة لكن أؤكد أن لكلماتها الأثر الكبير في المسار الذي أتخذته في حياتي كثيرون هم من أثروا حياتنا و كثيرون هم من حاولنا أن نستنير بما لديهم من علم لكن في بعض علاقتنا تنجح و بعضها الأخر يفشل دون قصد .... شكرا لكي أنكي شاركتينا هذه التجربة