حذار من تضيع الامانة.....

من طرف **همة** الأربعاء 22 يناير 2014, 5:09 pm

يعتبر هذا الكائن الصغير من أروع وأجمل النعم التي منحها الله للإنسان ولكن ومع الأسف لايدرك الكثيرين منا أهمية هذه النعمة بل ولا يحس بها إلا من حرم منها ......

فنجد كثيرا من الإباء والأمهات ينجبون أولادا لايحسون بقيمتهم وأهميتهم في حياتهم بل ويتعاملون معهم معاملة جافة ’ فترى الأب يكد ويعمل ليل نهار لتوفير لقمة العيش وترى الأم أيضا تركت مهنة كريمة خلقها الله لها وهي منبع الحنان والأمومة ’ وخرجت تزاحم الرجل في العمل لتكسب الرزق والعيش الكريم كما تدعى أو ادعي عليها وصدقته . ؟

وتجد في الناحية المقابلة ذاك الطفل كالضائع بين أيدي مختلفة تارة عند جدته وتارة عند خالته وتارة أخرى في حضانة مربية وهي لاعلم لها بالتربية ؟؟

كيف يصبح مصير هذا الطفل الذي في كل مرة يعلمه أحدهم شيئا مختلفا عما علمه الأخر ؟ كيف سيبني شخصية سوية شخصية قوية ؟؟؟؟ .

وان تحدث الطفل وبكى عن بعده عن حنان أمه وملاعبة أبيه لقوبل بأقبح كلمات لطالما سمعها ولكنه لم يفهمها :نريد لك حياة كريمة ومستقبل زاهر نوفر كل ماتحتاجه كي لا تحتاج إلى أحد نحن نتعب من أجلك.....وغيرها كثير.

ألم يفهموا انه يريد: أمي تحتضنني تفهم سبب بكائي وآلامي أريد ماما أحكى لها ما بداخلي ما يجول بخاطري ,أريد أبي أو بابا يلاعبني يلامسني يحملني على ظهره أريد كلمة حلوة منه طيبة علها تبعث الأمل في قلبي لكن......ولكن.....

نعمة عظيمة نقتلها بأيدينا وبقسوتنا وقسوة الحياة والمجتمع ’ نعمة لم نشعر بها أصبحت روتينا لدينا على العكس إن سألت من حرم منها لإجابتك أو أجابك :وهو يبكي عندي البيت الكبير والعيش الكريم عندي سيارة عندي أموال لكنني حزين ولا تسعدني ليتها زالت كلها ومنحني الله نعمة الولد لأسمع منه كلمة ماما أو بابا يريد طفلا من صلبه ’ تمنى زوال كل النعم من أجل نعمة أعطيت لغيره فضيعها ولم يعرف قيمتها . نحن بنو البشر نجمع نعم الله في نعمة واحدة وهي نعمة المال فالغني فقط هو السعيد والفقير هو التعيس؟ وهذه من أكبر أخطاء الإنسان.

أمانة : إن رزق لديك طفل حسن الخلق متعافي من كل العاهات والأمراض فاشكر الله وأحفظ الأمانة لأنك ستسأل عنها. لكن الواقع بعيد...........

عملت كثيرا كمربية وتعجبت في أمهات ماكثات في البيت لا عمل لهن سوى تربية بناتهن فهذه ترسل طفلتها وهي لم تتجاوز السنة الثالثة من عمرها وعندما قلت لها ابنتك صغيرة وتحتاجك أكثر في هذه السن فصعقتني بجوابها وبرودة مشاعرها :هي تزعجني كثيرا بتحركاتها وشقاوتها ولا أستطيع متابعة مسلسلي ؟؟

تذكرت حينها أمهاتنا وصبرهم على تربيتنا كن يلدن عشرة أطفال متقاربين في السن كانوا يصبرون على شقاوتنا كانوا يزرعون فينا القيم والأخلاق .. كان جيلا معطاءا مضحيا كانت الأم تستحق كلمة أمي بكل ماتحمله هذه الكلمة من معاني وكان الأب هو الأخر يستحق كلمة أبي بكل ما تحمله هي الأخرى من معاني رائعة ليس الحاضر كالماضي اختلت الموازين موازين الأمومة عند الأم وموازين الأبوة عند الأب ......

هذا جعلنا نرى جيلا جاحدا قاسيا متجرد من كل معاني العطف والشفقة والرحمة لوالديه وللمجتمع

ضيعنا الأمانة أمانة التربية والاحتواء ومصاحبة الطفل فضاع بسببنا جيلا كاملا لا يوجد فيه أي خلق ولا أي حياء جيلا أنانيا نفسي نفسي ولاتهمني غيري. فأي أسر نبني ؟ وأي علاقة نبغي مع أبنائنا عند الكبر ؟ والله سيكون الجفاء والنكران عند كبرنا لأننا لم نكن معهم في صغرهم وطفولتهم ؟؟

هيا معا نصلح ما افسد ناه في أطفالنا قبل فوات الأوان نسمعهم نتحاور معهم نرى تفكيرهم نحل بعض مشاكلهم نضع وقتا لهم لنفهمهم ونوعيهم وسنجد نتيجة ايجابية إن شاء الله لان هدا سيفرحهم ويضع الثقة في أنفسهم أن لهم أبوين حريصين عليهم وعلى نجاحهم في الحياة

الطفل كالشجرة إن اعتنيت بها وسقيتها وأبعدت الأعشاب الضارة عنها كبرت وأعطت ثمارا طيبة وان أهملتها ولم تهتم بها ذبلت أمامك ولم تجن منها سوى التعب فتصبح محتارا كيف تصلحها ومن أين ستبدأ الإصلاح وقتها سيكون صعبا

بقلم همة