مقاطعة تازولت للتربية والتعليم
خبرات ونصائح من المعلمة بـريكس  Untitl18

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مقاطعة تازولت للتربية والتعليم
خبرات ونصائح من المعلمة بـريكس  Untitl18
مقاطعة تازولت للتربية والتعليم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» مابال الديار خاوية من اهلها
خبرات ونصائح من المعلمة بـريكس  I_icon_minitimeالسبت 22 فبراير 2020, 7:35 pm من طرف فراشة المنتدى

» للأعزة الكرام عام مبارك
خبرات ونصائح من المعلمة بـريكس  I_icon_minitimeالجمعة 04 يناير 2019, 12:28 pm من طرف ellabiba

» انواع البشر .... فاي نوع انت
خبرات ونصائح من المعلمة بـريكس  I_icon_minitimeالثلاثاء 01 يناير 2019, 10:52 am من طرف همة

» لله درك يا أبا العتاهية
خبرات ونصائح من المعلمة بـريكس  I_icon_minitimeالثلاثاء 01 يناير 2019, 10:47 am من طرف همة

» عرض حول مناهج الجيل الثاني
خبرات ونصائح من المعلمة بـريكس  I_icon_minitimeالجمعة 05 أكتوبر 2018, 12:19 pm من طرف همة

» حنيـــــن عميـــــق
خبرات ونصائح من المعلمة بـريكس  I_icon_minitimeالسبت 07 يوليو 2018, 9:58 pm من طرف saber-dz

» " #ذكاء_الإمام_الشافعي _رحمه الله
خبرات ونصائح من المعلمة بـريكس  I_icon_minitimeالثلاثاء 26 يونيو 2018, 3:40 pm من طرف كمال السنوسي

» قالت : إني وضعتها أنثى (قصة مؤثرة جداً )..
خبرات ونصائح من المعلمة بـريكس  I_icon_minitimeالثلاثاء 26 يونيو 2018, 3:21 pm من طرف كمال السنوسي

» راعي الابل والبحث عن الرزق
خبرات ونصائح من المعلمة بـريكس  I_icon_minitimeالثلاثاء 26 يونيو 2018, 3:16 pm من طرف كمال السنوسي

» قصة بن جدعان
خبرات ونصائح من المعلمة بـريكس  I_icon_minitimeالثلاثاء 26 يونيو 2018, 3:09 pm من طرف كمال السنوسي

» المعلمة المحبوبة
خبرات ونصائح من المعلمة بـريكس  I_icon_minitimeالثلاثاء 26 يونيو 2018, 3:05 pm من طرف كمال السنوسي

» صاحبة اعلى معدل وطني في البيام...ابنة مدينة الشمرة سارة بوشامة 19.76..
خبرات ونصائح من المعلمة بـريكس  I_icon_minitimeالإثنين 25 يونيو 2018, 4:16 pm من طرف كمال السنوسي

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
كمال السنوسي - 5193
خبرات ونصائح من المعلمة بـريكس  Vote_rcapخبرات ونصائح من المعلمة بـريكس  Voting_barخبرات ونصائح من المعلمة بـريكس  Vote_lcap 
فريد هدوش - 2735
خبرات ونصائح من المعلمة بـريكس  Vote_rcapخبرات ونصائح من المعلمة بـريكس  Voting_barخبرات ونصائح من المعلمة بـريكس  Vote_lcap 
نعمة الله - 2201
خبرات ونصائح من المعلمة بـريكس  Vote_rcapخبرات ونصائح من المعلمة بـريكس  Voting_barخبرات ونصائح من المعلمة بـريكس  Vote_lcap 
الأرض الطيبة - 1857
خبرات ونصائح من المعلمة بـريكس  Vote_rcapخبرات ونصائح من المعلمة بـريكس  Voting_barخبرات ونصائح من المعلمة بـريكس  Vote_lcap 
sara05 - 1754
خبرات ونصائح من المعلمة بـريكس  Vote_rcapخبرات ونصائح من المعلمة بـريكس  Voting_barخبرات ونصائح من المعلمة بـريكس  Vote_lcap 
tomtom - 1553
خبرات ونصائح من المعلمة بـريكس  Vote_rcapخبرات ونصائح من المعلمة بـريكس  Voting_barخبرات ونصائح من المعلمة بـريكس  Vote_lcap 
ellabib - 1528
خبرات ونصائح من المعلمة بـريكس  Vote_rcapخبرات ونصائح من المعلمة بـريكس  Voting_barخبرات ونصائح من المعلمة بـريكس  Vote_lcap 
عفاف الوفية - 1176
خبرات ونصائح من المعلمة بـريكس  Vote_rcapخبرات ونصائح من المعلمة بـريكس  Voting_barخبرات ونصائح من المعلمة بـريكس  Vote_lcap 
صفاء - 1087
خبرات ونصائح من المعلمة بـريكس  Vote_rcapخبرات ونصائح من المعلمة بـريكس  Voting_barخبرات ونصائح من المعلمة بـريكس  Vote_lcap 
khansa - 1068
خبرات ونصائح من المعلمة بـريكس  Vote_rcapخبرات ونصائح من المعلمة بـريكس  Voting_barخبرات ونصائح من المعلمة بـريكس  Vote_lcap 

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 32 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 32 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 129 بتاريخ الخميس 12 أبريل 2012, 8:21 pm
cwoste batna
cwoste-batna.dz

خبرات ونصائح من المعلمة بـريكس

اذهب الى الأسفل

GMT + 3 Hours خبرات ونصائح من المعلمة بـريكس

مُساهمة من طرف كمال السنوسي الأحد 17 فبراير 2013, 12:01 pm

خبرات ونصائح من المعلمة بـريكس

بقلم : أسامة إبراهيم

رغم اختلاف التحديات التي تواجه التعليم في كل دولة، إلا أن علاقة المعلم بالطالب هي جوهر العملية التعليمية أينما كانت، ومن يتابع الأوضاع في الشرق والغرب، يجد أن المشكلات هي نفسها في كل مكان: معلمون غير قادرين على السيطرة على الصف، وطلاب مشاغبون، والكل يتبادل الاتهامات عن هذه الأوضاع. لكن المعلمة الأمريكية إليزابيث بريكس بدأت بنفسها، وفكرت في الأخطاء التي تعرفت عليها خلال ربع قرن، هي مدة عملها في التدريس لطلاب يعانون من صعوبات التعلم، وتوصلت إلى قناعة بأن كل المشكلات لها حلول، وأن هذه الحلول، ستجعل الواقع التعليمي مختلفا تمامًا، وستجعل المعلم يشعر من جديد بأنه يقوم بأفضل مهنة على وجه الأرض.

تقدم (المعرفة) على ثلاث حلقات، حصيلة هذه الخبرة، التي صاغتها بريكس في العديد من الكتب، كانت من بين أكثر الكتب مبيعا في الولايات المتحدة الأمريكية، وغيرها من الدول التي قامت بترجمة كتبها، علاوة على الكثير من المحاضرات والندوات التي تقدمها في داخل بلادها وخارجها، بعد أن تفرغت للعمل في إعداد الكوادر التعليمية.

حصيلة السنين

قبل أن نستعرض المشكلات التي وقعت فيها بريكس نفسها، أو زملاء وزميلات لها في المهنة، وكيفية علاجها، ربما كان من المفيد، أن نقدم للقارئ حصيلة ما توصلت إليه بعد خبرتها في التدريس، واحتكاكها المستمر مع الطلاب، وهي آراء تستحق التأمل:

- التدريس هو أكثر الأعمال مشقة، ولكنه في الوقت نفسه أكثرها إثراء.

- مهام المعلم أكبر بكثير من الوصف الوظيفي للمهنة.

- كل طالب هو إنسان مختلف، ولكن كل الطلاب فيهم قواسم مشتركة.

- ليس هناك طالب لا يمكن التفاهم معه، ولا يمكن تعليمه.

- يحتاج الطلاب إلى هياكل واضحة، وتوجيه، كما يحتاجون إلى معلمين يعرفون ما يريدون القيام به، ويقدرون على فرض إرادتهم.

- يكره الطلاب الشعور بأن المعلم الذي أمامهم شخص ضعيف.

- الطلاب قادرون على اكتشاف كل نقطة ضعف في المعلم، واستغلالها.

- يحتاج الطلاب إلى بيئة تعليمية خالية من التوتر، يسود فيها الود، ولها هياكل واضحة المعالم، تساعدهم على النمو الصحي.

- يحترم الطلاب المعلم صاحب الشخصية القوية، بشرط أن يكون عادلًا وصادقًا ولطيفًا وقادرًا على الإحساس بالآخرين.

- غالبية المشكلات التي تقع في الصف، تنجم عن أخطاء قليلة، يقع فيها الكثير من المعلمين.

- عندما يشعر الطلاب بالانتصار على المعلم، تصاب العملية التعليمية بالهزيمة.

- نجاح الطلاب في التعلم يرتبط بقدرات المعلم وكفاءاته.

الطلاب لا يقرؤون الأفكار

من أكثر الأخطاء التي يقع فيها المعلم، أن يعتقد أن الطلاب يعرفون ما يريده منهم، ويتصور أنه ليس بحاجة إلى شرح الكثير من الأمور، لأنها حسب رأيه «بديهية»، وأن الطلاب في هذه المرحلة العمرية لابد أن يكونوا قد تعلموا أن يفعلوا هذه الأمور من تلقاء أنفسهم، ويغضب المعلم ويشعر أن الطلاب في حالة عصيان، وأنهم لا يحترمونه، لأنهم قاموا بأشياء، ما كان ينبغي لهم أن يفعلوها، مثل أن يقاطعه أحد التلاميذ أثناء الشرح، أو أن يجري الطلاب بعد انتهاء الفرصة، في الممر بين الصفوف، أو أن يقف أحد التلاميذ من مكانه أثناء الحصة، ليحضر قلما نسيه في الجاكت المعلق خارج الصف.

وتوضح السيدة بريكس أن اندفاع الكثير من المعلمين للتدريس، واعتقادهم بأنه ليس هناك أي وقت لتضييعه في أي أمور خارجة عن الدرس، يجعلهم ينسون أن يضعوا الأسس الضرورية للعلاقة بين الطرفين، خاصة أن كل معلم له تصورات مختلفة، لكيفية التعامل بينه وبين الطلاب.

وتروي من تجربتها الشخصية، كيف قامت بتدريس اللغة الإنجليزية، فور استلامها عملها مع الصف الثاني المتوسط، وشعورها بالغضب من طلابها، لأنهم يفعلون ما يشاؤون، ولا يهتمون بها ولا برأيها، وتكونت لديها قناعة، بأن السبب في فشل الحصص، أنها أمام مجموعة من الطلاب الفاشلين، واستخدمت كل الطرق الممكنة: التضرع إلى الطلاب، حتى يهدؤوا وينصتوا إليها، ثم لجأت إلى التهديد، ثم العقاب، ثم التحويل إلى إدارة المدرسة، ثم استدعاء ولي الأمر، ولكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل.

بعد أن راجعت المعلمة نفسها، تبين لها أنها هي المخطئة، لأنها هي التي لم تشرح لطلابها، ماذا تريد منهم، ولا وضعت لهم القواعد الواضحة للتعامل بينهم، الأمر الذي جعلها تفقد السيطرة تدريجيا على الصف، حتى أصبح الطلاب وحدهم، هم أصحاب الكلمة في الصف، يفعلون ما يريدون.

قررت أن تعترف بالخطأ أمام نفسها، وأن تعتذر لطلابها على عدم توضيح أسس التعامل بينهم منذ البداية، وتصوراتها حول كيفية الاستفادة من الحصة، وأن تظهر لهم إدراكها لصعوبة الأمر، لأن كل معلم له تصورات مختلفة، ثم طلبت منهم عمل تجربة على هذه القواعد، بحيث يفهم الطلاب جيدا، المقصود منها، وكي تصحح لهم أي أخطاء يقعون فيها، وتوضح لهم ذلك بود لكن بحزم، أنها ستقوم بتطبيق هذه القواعد، بمنتهى الصرامة، لأن أي تراجع عن التطبيق، يؤدي إلى فقدان المصداقية.

وتشدد المعلمة الأمريكية السابقة على ضرورة أن يعد المعلم قائمة دقيقة بهذه القواعد، تتناول مثلًا الدخول إلى الصف، والتأخر عن بداية الحصة، وكيفية استخدام الأدوات التعليمية، والاستماع للمعلم أثناء الشرح، وطريقة المشاركة في الدرس، وعمل الواجبات المنزلية، وكيفية إظهار الطالب رغبته في التحدث، وكيفية توزيع العمل على مجموعات داخل الصف، والاجتماعات مع أولياء الأمور، وطلب الخروج من الصف للذهاب إلى الحمام.

وتنبه إلى أن التدريس بصورة منظمة وفعالة ومفيدة للطلاب، لن يتحقق إلا من خلال قدرة المعلم على التحكم في الصف، لأن المعلم هو العنصر الحاسم في ذلك الأمر، وتؤكد على أنه لا تعارض بين أن يكون المعلم لطيفًا، لكنه حازم في الوقت نفسه، وأن يقدم المساعدة، لكنه لا يتنازل عن تطبيق القواعد، وتشدد على الفرق بين أن يتحكم المعلم في الصف، وبين أن يسعى للهيمنة على طلابه، ويفرض عليهم سكناتهم وحركاتهم.

فقدان السيطرة على النفس

تقول المعلمة الأمريكية ببساطة إن من يفقد التحكم في نفسه، يفقد التحكم في الصف، وإنه ينبغي على المعلم أن يدرك أنه ليس المطلوب منه أن يتحكم في طلابه، ويكون مهيمنًا ومتسلطًا عليهم، بل يكفي أن يتمكن من التحكم في انفعالاته وأعصابه، لأنه سيكون عندئذ أقدر على قيادة الصف، فالطلاب يرون في معلمهم المثل الأعلى، فإذا انفجر في نوبة غضب وثورة، وألقى الكتاب المدرسي على الأرض، أو رمى طالبًا بالطباشير، أو صرخ بأعلى صوته في طلاب الصف، أو انفجرت المعلمة في نوبة بكاء، أو غادرت الصف من فرط الانفعال والغضب، عندها سينهار المثل الأعلى، وربما يستدر ذلك عطف بعض الطلاب، وربما يشعر البعض الآخر بالخوف، وربما يضحك فريق ثالث، إمعانًا في إثارة المعلم أو المعلمة، لكن القاسم المشترك بين كل ردود الفعل هذه، هو فقدان المعلم لمكانته، وصعوبة استرداد هذه المكانة مرة أخرى.

تذكر بريكس أن أفضل معلمة مرت عليها في حياتها، كان اسمها السيدة باركر، وكان طولها متر ونصف فقط، ووزنها 45 كيلو جرامًا، أي أن جسدها لا يزيد عن قامة طفلة في المرحلة الابتدائية، لكنها كانت قادرة على فرض احترامها على الجميع، كانت تتحكم في كل شيء من خلال تحكمها في نفسها، كان صفها دومًا مثاليًا، وكان مجرد وجودها في الفناء المدرسي أو المقصف، أو في قاعة التمارين الرياضية أو في أي ركن من المدرسة، يفرض على الجميع الالتزام بالأنظمة والقواعد، لأنها كانت حريصة كل الحرص على القيام بعملها، دون محاولة التحكم في الآخرين، لإخفاء عدم ثقتها بنفسها، كما يحاول بعض المعلمين.

تشير بريكس إلى أن طلاب السيدة باركر، والتي كانت هي إحداهن، كانوا يتعلمون منها الإحساس بقيمة النفس، والانضباط الشديد، إلى جانب الكثير من المعلومات في المواد الدراسية، وتقول بريكس إنها احتاجت سنوات طويلة، لتدرك أن هذه الهالة التي فرضتها هذه المعلمة الضئيلة الحجم على نفسها، كانت نابعة من قدرتها على التحكم في انفعالاتها، فلا ترفع صوتها، ولا تتصرف بعصبية، ولا تأخذ قرارات انفعالية.

وتضرب أمثلة من واقع المدارس على عدم قدرة بعض المعلمين على التحكم في النفس، مثل معلم يريد أن يكون محبوبًا من الجميع، من إدارة المدرسة ومن زملائه ومن طلابه، فيحاول قدر المستطاع ألا يغضب طلابه، ولا يفرض عليهم أي قواعد، الأمر الذي جعل الطلاب، يتصرفون في حصته كيفما يشاءون، ولا يهتمون بوجوده، ويفشل المعلم في التحدث إليهم، لأن أصواتهم تعلو على صوته، فيفقد أعصابه، ويبحث عن أي طالب أمامه، ليصب عليه غضبه، فيشعر الطالب بأن المعلم غير عادل، لأنه يعاقبه هو دون غيره، ممن ارتكب نفس الخطأ أو أكثر، وبدلاً من أن يصبح المعلم محبوبًا من طلابه، يشعرون بأنه شخص ضعيف، غير قادر على التحكم في الصف.

معلمة أخرى تلجأ إلى السخرية من طلابها، والحط من قدرهم وإهانتهم، وتهديدهم بعقوبات مؤلمة، وغير ذلك من الطرق المعروفة لهز ثقة الطالب بنفسه، والسعي من خلال ذلك، لفرض هيمنتها على الصف، ويعرف زملاؤها دائمًا مكان وجودها، من صوتها الذي يتردد في الطابق بأكمله، بل ويصل إلى فناء المدرسة، وعندما يطلبون منها أن تخفض صوتها، ترفض ذلك، وتتعلل بأن الطلاب لا يتعلمون ولا ينصتون لها، إلا إذا كان صوتها بهذا الارتفاع.

معلم ثالث يثير الرعب في نفوس طلابه، لأنه يقوم كل حصة بتحويل طالب أو أكثر إلى إدارة المدرسة، لتوقع أشد العقوبة عليهم، ولذلك فإن الطلاب يكرهونه، وزملاؤه يتجنبونه لسلاطة لسانه، وسوء طباعه، وإدارة المدرسة تتمنى اليوم الذي يغادر فيه المدرسة، لكنه باق رغم الجميع، وحتى إذا كان صفه صامتا دائمًا، فإن ذلك لا يعني بحال أن الطلاب يتعلمون، وأنهم يستفيدون من الحصة، لأن التجارب العملية أكدت أن عقول الطلاب لا تستوعب شيئًا في ظل الشعور بالخوف.

وترى بريكس أن الخطوة الأولى أن يعترف المعلم بالخطأ أمام نفسه، ويعتذر لطلابه عن سلوكه، ويعدهم ببداية مختلفة، وتقول إنها كانت تقدم لطلابها بعض التعهدات، منها أنها ستعاملهم بالأسلوب الذي تحب أن يعاملوها به، من خلال التعبير عن الاحترام للآخر، وأنها لن تتوقع منهم القيام بشيء، لا تستطيع هي القيام به، ولذلك فإنها تتقبل أن يحاسبها طلابها في حالة قيامها بخطأ، وتطلب منهم بأن يتقبلوا من جانبهم، أن تحاسبهم على أخطائهم، ولمست منهم بعد ذلك نضوجًا في التعامل، واعتبرت أن سر النجاح في ذلك، أن طلابها لمسوا قدرتها على التحكم في نفسها في كل المواقف.

وتشير إلى أن المعلم الذي يفقد القدرة على نفسه، يرى نفسه ضحية لطلابه، مع أنه هو المتسبب في هذا الموقف، وأنه يرى السلبيات فقط في طلابه، ولا يرى الإيجابيات، لأنه لم يقدر على إتاحة المجال لها بالظهور، وأنه يشعر بالحقد من زملائه، القادرين على التعامل مع طلابهم، دون حاجة للصوت المرتفع والتهديد والوعيد، والإحالة إلى إدارة المدرسة، وكثيرًا ما يقع هذا المعلم في صراعات مع الطلاب، عمن له الغلبة في الصف.

وتنصح المعلمة الأمريكية زملاءها وزميلاتها بأن يتذكروا دومًا أنهم لا يستطيعون فرض هيمنتهم على الطلاب، لكن من خلال تحكم الإنسان في نفسه، فإنه يفرض على الآخرين احترامه، ويتصرف الطلاب مع هذا المعلم، باحترام متبادل، ويطيعونه دون خوف أو رهبة.

لمن الغلبة في الصف؟

عادت ابنتي من المدرسة، لتخبرني كيف أن طالبًا واحدًا في صفها، يقدر على حرمانهم من دراسة مادة الرياضيات منذ ثلاثة أسابيع، وشرحت لي أن هذا الطالب اكتشف أنه لا يحتاج إلا لأن ينبح مثل الكلب، كلما اقترب معلم الرياضيات من باب الصف، فيدخل المعلم غاضبًا، ويبدأ في الصراخ، ويتوعد الصف كله، ويقول لهم إنه لن يقوم بالتدريس، إذا لم يقم أحدهم بذكر اسم هذا الطالب، وأن هذا السيناريو يتكرر كل حصة، مع زيادة عدد الطلاب المشاركين في النباح، تحت قيادة زميلهم المشاغب، لأنهم يشعرون بالسعادة من قدرتهم على وقف التدريس، وبالتالي لا يحتاجون إلى عمل واجبات على دروس لم يشرحها المعلم، ولما سألتها عن سبب عدم الكشف عن اسم الطالب الذي يضر بمستقبلهم، قالت لي بمنتهى التلقائية: «في المدارس كلها، هناك معركة بين الطلاب والمعلمين، ولا مكان للخونة».

تساءلت عن سبب عدم تجربة المعلم أسلوبًا مختلفًا، بعد أن اكتشف أن الطريق الذي يسلكه مسدود، ولا يؤدي إلى أي نتيجة، ماذا لو لم يظهر غضبه، وتمالك نفسه، وتجاهل الأمر؟ عندها لن يجد الطالب أي متعة في عمل ذلك، ماذا لو ضحك المعلم على هذا الصوت، ثم تجاوز الموقف، وبدأ في الشرح؟

تقول بريكس إن الطلاب يسعون دومًا لجر المعلم إلى حلبة الصراع، مثل السؤال عن جدوى القيام بهذا التمرين أو ذاك، وإذا بدأ المعلم في التفاوض، والخوض في هذا النوع من المناقشات العقيمة، فقد جرى استدراجه، ولن ينتهي الأمر بإقناع الطلاب، لأن كل مبرر سيذكره المعلم، سيرد عليه الطلاب بسؤال جديد، وتنصح بأن يوضح المعلم أن هناك أمورًا لا تفاوض حولها، وإذا سأل طالب عن سبب ضرورة القيام بهذا التمرين، يرد المعلم الكرة إلى ملعب الطالب، ليسأله عن سبب رفضه القيام بهذا التمرين، وتوضح أن الصراع يحتاج إلى طرفين راغبين في دخول الحلبة، فإذا رفض المعلم، فشلت محاولات الطلاب، ورضوا بالأمر الواقع.

وتشير إلى المواقف التي يراها الجميع، حين يصر الطفل في السوبر ماركت على وضع بعض الحلوى واللعب في عربة المشتريات، وإذا رفض الأهل، ارتفع صراخه، ورمى نفسه على الأرض، وأخذت الدموع تسيل من عينيه، وصوته يكاد يبح، ويأتي السباب من الأهل، والوعيد بالحساب العسير في البيت، وغالبًا ما تكون هذه التهديدات فارغة، ثم تحدث الكارثة، ويستجيب الأب أو الأم، لهذه التصرفات الشيطانية، ويشتريان ما يريد الطفل، حتى لا تحدث فضيحة أمام الناس.

للأسف الشديد لن ترى هذه المواقف في أوروبا، إلا من أبناء المهاجرين، أو أبناء الفئات الاجتماعية المنخفضة، لأن الأهل المثقفين علَّموا أطفالهم، أنهم مهما فعلوا فلن يجدي ذلك نفعًا، ولن يتغير موقفهم أبدًا، ولذلك لا ينشأ الصراع من أصله.

الطريف في الأمر أن نفس هذا الطفل الذي يتصرف بهذا الأسلوب في السوبر ماركت، يتحول في الصف إلى إنسان آخر، إذا وجد المعلم الصارم، الذي يوضح له منذ البداية قواعد التعامل، ويدرك أنه لا توجد تهديدات فارغة هنا، فإذا قال المعلم شيئًا فعله، والمهم أن هذا المعلم قادر على التحكم في صف به 26 طفلاً، مقابل الأهل الفاشلين في التعامل مع طفل واحد أو طفلين.

إذا سمع الطلاب معلمهم يثني على سلوكهم أمام أولياء أمورهم، أو أمام مدير المدرسة، أو أمام بقية المعلمين، فإن ذلك الإطراء والتشجيع، ربما يكون أكبر هدية لهم، ويجعلهم يشعرون بفرحة، تفوق بكثير فرحتهم الناجمة عن جر المعلم إلى الصراع، لأن مثل هذا الصراع ليس فيه منتصر، بل يخسر الجميع فيه الكثير.

وتنصح بريكس المعلم باتباع الخطوات التالية لتجنب الصراع مع الطلاب في الصف:

- تحديد القواعد وخطط العمل بصورة واضحة.

- وضع الحدود التي لا يجوز للطالب أن يتجاوزها.

- التأكد من فهم الطلاب لهذه القواعد والحدود، من خلال النقاش معهم حولها.

- عند تجاوز طالب لأحد هذه الحدود المتفق عليها، فإن الجزاء على ذلك لابد أن يأتي بسرعة، حتى يتضح للجميع مدى الصرامة في تطبيقها.

- تتكرر الجزاءات كلما تكرر الخطأ، بحيث يتأكد الطلاب بأنها غير قابلة للتفاوض حولها.

- عند تطبيق الجزاء لا يكون في ذلك أي تشف، بل إظهار الصرامة والحزم فقط.

- يجب مكافأة الطلاب الملتزمين بالقواعد، وليس من الضروري أن تكون الهدية مادية، فكلمة تشجيع هي من أفضل المكافآت.

- إذا وعد المعلم الطلاب بمكافأة إذا التزموا بالقواعد، فإنه لا ينبغي له تقديم المكافأة لمن لم يلتزم، وينبغي ألا أن تؤدي الشفقة إلى فقدان المصداقية.

تشير المعلمة الأمريكية إلى أن المعلمين مطالبون بتعويض الخلل في التربية في المنازل، الناجم عن استجابة الأهل لجميع مطالب أبنائهم، إذا استطاع الصغار فرض إرادتهم عليهم مهما كانت في غير مصلحتهم، أما المعلم فإنه مطالب بأن يكون قادرًا على رسم الحدود، وتنفيذ الجزاءات، على من يخالفها، ولا يقبل النقاش على أمور منتهية.

شخصنة الانتقادات

كانت المعلمة بريكس تتولى تدريس مادة اللغة الإنجليزية، وكانت حصة الاثنين مخصصة للكتابة، ولكنها فوجئت في إحدى هذه الحصص ببعض الطلاب، يقفون أثناء الحصة، ليقولوا لها إنهم «يكرهون الكتابة»، عندها شعرت بأنها معلمة فاشلة، لأن الكتابة جزء مهم من هذه المادة، وما دام الطلاب لا يحبون الكتابة، فإن ذلك يعني أنها كمعلمة فشلت في جعلهم يحبون هذا النشاط.

وفي غرفة المعلمات قصت الموقف على زميلاتها، فقالت إحداهن لها، إن «الكراهية» عند الأطفال، هو مصطلح يعني «الخوف»، فالطالب الذي لا يحب التربية الرياضية، يقول إنه يكره هذه المادة، والحقيقة أنه يخاف ألا يحقق فيها النتائج المرجوة، ونصحتها بأن تساعد الطلاب على أن يشعروا بلذة النجاح في هذه المادة، وعندها سيحبون المادة، وسيكونون على استعداد للقيام بالمزيد من الجهد، دون شعور بالكراهية، مع مراعاة أن يكون مقياس النجاح الذي يستخدمه المعلم، متغيرا بتغير الطالب، فالطالب الضعيف يحصل على التشجيع، إذا قدم أي جهد متواضع، على عكس الطالب المتفوق، الذي يحتاج إلى الحفاظ على مستواه العلمي على الأقل، حتى يستحق الثناء.

ولعل بعضنا يتذكر كراهية الكثيرين من طلابنا لمادة اللغة الإنجليزية، والحقيقة أن المعلمين هم من فشل في جعلهم يحبون هذه المادة، من خلال ممارستها معهم في الصف، وتدريبهم على مواقف من الحياة اليومية، ومناقشة أفلام تعليمية باللغة الإنجليزية معهم، عندها ستتوقف هذه الكراهية، وعندها لن يسمع المعلم هذه الشكاوى التي قد تصيبه بالإهانة الشخصية، لأنها تشكك في قدراته وكفاءاته.

تنصح السيدة بريكس المعلم بأن يسأل نفسه، إذا وردت عليه مثل هذه التعليقات من الطلاب:

- هل استطعت الربط بين المحتوى الدراسي وبين الحياة اليومية للطالب؟

- هل المادة العلمية مستواها أعلى بكثير من مستوى الطلاب، وبالتالي يشعرون بعدم حب هذه المادة؟

ثم توضح للقارئ أن الصف الثاني المتوسط، الذي كانت تقوم بتدريسه، كان فيه طلاب مستواهم التعليمي يقل بثلاث إلى خمس سنوات عن المستوى المنتظر من هذا الصف، ولذلك قررت أن تنزل إلى مستوى كل طالب، وتأخذ بيده حتى يرتقي تدريجيا، ويصل إلى المستوى المطلوب، وتذكر جملة تعلمتها وهي «الإمكانية الوحيدة للوصول بالطلاب إلى المستوى الذي تريده، هي أن تأخذ بيدهم من المستوى الذي هم عليه».

وتشير إلى تكرر فشل محاولاتها في تعليم الطلاب كتابة موضوع تعبير، ثم قررت أن تسلك دربًا آخر، وهي أن تعلمهم كيفية كتابة جملة واحدة صحيحة، ولاحظت التطور الكبير خلال الحصة، ثم زادت الأمر في اليوم التالي، وهكذا حتى وصل الأمر إلى فقرة، ثم إلى موضع تعبير كامل، وكانت نتائج الطلاب جيدة، لأنهم بدؤوا الدرس من أوله، وأدركوا معنى النجاح في الوصول إلى الهدف، مهما كانت متواضعًا.

وتقترح المعلمة الخبيرة على زملائها من المعلمين والمعلمات، أن يقوموا بتجربة شيقة مع طلابهم وطالباتهن، حيث يطلبون منهم كتابة قائمة بكل المواد التي «يكرهونها»، ثم يناقشونهم في أسباب ذلك، وإذا توصلوا معهم إلى أن السبب الحقيقي هو الخوف أو الشعور بضعف المستوى في هذه المواد، فينبغي البحث عن سبل مواجهة هذا الضعف، وتقول بريكس أن هذه المناقشات كانت لطيفة، ومهمة، وأن أجمل ما فيها أنها كانت نواة لشعور الطلاب ومعلميهم بالانتماء إلى مجموعة واحدة.

البعد عن عالم الطالب

كيف نستغرب من عدم إنصات الطالب للدرس، وهو لا يشعر بأن له أي علاقة بعالمه؟ أليس من الطبيعي أن يشعر بالملل من تعلم أشياء، لن تفيده في حياته، وليس لها أي أهمية خارج جدران الصف؟ ألا يرى المعلم أن ربط المادة التعليمية بالواقع الذي يعيشه الطالب، هو الذي يجعل الكتاب المدرسي ينبض حياة، بعد أن كان عبارة عن معلومات تثير الملل لدى طلابه؟

صحيح أن الطالب مضطر أن ينصت للمعلم، لأنه يعلم أن هذا واجبه، وأنه مطالب بالرد على الأسئلة التي سيطرحها بعد الشرح، وأن الاختبارات الشهرية ستتضمن أسئلة عن هذا الدرس، لكن الطالب سيحب الإنصات إلى الدرس، إذا لمس فائدة مباشرة لحياته.

وتشتكي بريكس من أنها وغيرها من المعلمين والمعلمات، يكررون نفس الأخطاء، عاما وراء عام، والتي تتمثل فيما يلي:

- إلقاء المعلومات والحقائق العلمية والمعادلات الرياضية على الطلاب، كنصوص محفوظة، ويطلبون من الطلاب حفظها أيضًا.

- يقوم الطلاب بتدوين ملاحظات أثناء الشرح، وهي عبارة عن مفردات متفرقة، لتساعدهم على حفظ المعلومات، وليس فهمها.

- تكليف الطلاب بقراءة الدروس والإجابة عن الأسئلة.

- مطالبتهم بالإجابة عن الكثير من التمارين في الصف، بحيث تنشغل أيديهم طوال الوقت، ولا تأتيهم فرصة للتحدث، وبذلك يبقى الصف هادئا، بدون (إزعاج) للمعلم.

- يقدم المعلمون أسئلة وإجابات (نموذجية)، حتى يتبع الطلاب نفس الخطوات، ولا يحتاجون للتفكير بأنفسهم، وتصبح عملية التعليم قائمة على التقليد.

وتعترف بأنها مثل كثير من المعلمين كانت تشعر بالضيق، عندما تكتشف أن الطلاب، لا يقدِّرون ما تقوم به من جهد من أجلهم، وتصوير الكثير من التمارين، وشرح الأمثلة، وتستنكر نظرات الملل التي تراها في أعينهم، وتنتقد الأهل الذين لم يؤدبوا أبناءهم، على طاعة المعلم والإنصات له، وتنفيذ ما يطلبه منهم، دون تضجر.

وتضرب المعلمة الأمريكية مثالا على حصص مفردات اللغة الإنجليزية، والتي كانت تسير دوما على نفس المنوال:

- يخرج كل طالب دفتره من حقيبته.

- يكتب اليوم والتاريخ في الدفتر.

- يحصل كل طالب على قاموس.

- يبحث الطالب عن المفردات الصعبة، وعن ترجمتها، وينقلها في الدفتر.

- يتدرب الطالب على المفردات الجديدة ومعانيها.

- يكمل الطالب في البيت هذه المهمة، حتى يحفظ كل المفردات.

وبعد سنوات اكتشفت أن هذا الأسلوب عقيم، ولا يمكن إطلاق مصطلح (التعليم) على هذا الأسلوب في التدريس، فليس من الممكن مثلاً أن يمسك أحدنا دفترًا ومعجمًا، ليبحث عن الكلمات الصعبة في رواية يريد أن يقرأها، كما أن المعلم قادر على أن يجعل الدرس أكثر حياة، لو وضع هذه الكلمات في جمل بسيطة، وطلب من الطلاب أن يستنتجوا معناها، وناقش معهم الاحتمالات المختلفة، ثم دلهم على المعنى الصحيح، وكيفية استخدام المفردة الجديدة في الحياة، عندها سيكتب الطلاب معاني المفردات، بعد أن شعروا بأهمية هذه المفردات، فتصبح الكتابة في الدفتر، لتثبيت معلومات بعد فهمها، وليس عملية نسخ لكلمات من مكان إلى مكان.

لو تعلم الطالب المعادلة الرياضية لمحيط الدائرة، وهي (2 نق×ط)، وشرح له المعلم معنى (نق)، ثم شرح له معنى (ط)، ثم أعطاه تمارين، وساعده في تطبيق المعادلة الرياضية، فإن الكثيرين من الصف سيقومون بهذه المهمة بنجاح، ولكن من منا يتذكر هذه القاعدة بعد الانتهاء من الدراسة؟

ولو قارنا ذلك بمعلم آخر أخذ طلابه إلى فناء المدرسة، وأبلغهم أن المطلوب منهم وضع أحجار على شكل دائرة حول كل شجرة في الفناء، وأن المعادلة الرياضية التي تعلموها في الصف، يجب تطبيقها لمعرفة محيط الدائرة، ثم تقسيم هذا المحيط على طول الحجر، لمعرفة العدد المطلوب من الحجارة، وعندها يلمس الطلاب الفائدة من تعلم هذه المعادلة، ولم ينسوها العمر كله.

وتنبه بريكس إلى أن المعلومات موجودة في كل مكان، في الكتب المدرسية، وفي الإنترنت، وفي المكتبات، لكن المعلم وحده، هو القادر على أن يجعل هذه المعلومات تنبض بالحياة، حين يربطها بحياة الطالب. وإذا أدرك المعلم ذلك، استطاع التخلص من الملل في صفه، لأن الطلاب سيحبون المشاركة في الدرس، وفي نهاية اليوم، يحق للمعلم أن يشعر بالفخر، لأن طلابه تعلموا منه الكثير من المعلومات، ليس بغرض الإجابة على الاختبارات فحسب، بل تعلموا لحياتهم كلها.

دروس من معلم لزميله

يبدو أن الواقع التعليمي لا يتطور من خلال الأجهزة الحديثة وحدها، وأن ملايين الدولارات أو الريالات ليست قادرة وحدها على تحويل مدارسنا إلى مدارس نموذجية، بل يحتاج الأمر إلى إعادة النظر من وقت لآخر فيما يقوم به المعلم، وتقييم نتائجه، وعدم الإصرار على الاستمرار في السير في طريق، أثبتت التجربة فشله.

القضية ليست (عولمة التعليم) بفرض تجارب غربية من الولايات المتحدة أو أوروبا على بيئات مختلفة، بل يمكن الاستفادة أيضاً من تجارب الآخرين، سواء كانوا من بنجلاديش أو أوغندا أو فرنسا أو اليمن، المهم أن يكون عند صاحب التجربة من الثقة بالنفس ما يكفي للاعتراف بالخطأ، والبحث عن بدائل، وتجربة نجاحها، ثم تقديم هذه الخبرة لمن يرغب، ليس بهدف تقليدها، بل بتجربة صلاحيتها لبيئة تعليمية أخرى، فما يصلح في مكان، ليس من الضروري أن يصلح في مكان آخر.

ربما يقبل الكثيرون بما طرحته السيدة إليزابيث بريكس، بأن طلابنا لا يقرؤون أفكارنا، وأن الأفضل أن نشرح لهم ما نريد، قبل أن نحاسبهم على ما فعلوه أو ما لم يفعلوه، وعدم جواز فقدان المعلم لأعصابه، مهما كانت الأسباب، لأنه أولاً وأخيرًا مثل أعلى لطلابه، وأن المعلم لا يجوز أن يسمح للطلاب باستدراجه إلى صراع معهم، كما لا يجوز له أن يعتبر أي نقد من الطلاب للدرس، هو نقد له شخصيا، بل عليه أن يفهم دوافع الطلاب لذلك، لأن الكراهية قد تعبر عن الخوف من المادة، كما أشرنا أعلاه، وأن ربط المعلومات بحياة الطالب، تجعله يهتم بها، ويحتفظ بها العمر كله، لأنه يشعر بالحاجة إليها خارج أسوار المدرسة.

وأخيرًا من المؤكد أن في مدارسنا معلمون لا يقلون خبرة عن المعلمة الأمريكية، ولهم آراء في التدريس، تفوق أهمية ما ورد في هذا المقال، ولم يبق إلا أن يسعوا لنقلها إلى زملائهم حتى تعم الفائدة.

المصدر:

- Elizabeth Breaux:

•«Classroom Management-- Simplified»

• «How to Reach and Teach All Students -- Simplified»

• «How the Best Teachers Avoid the 20 Most Common Teaching Mistakes»

• «How the Best Teachers Differentiate Instruction»

• «Real Teachers, Real Challenges, Real Solutions» co-authored with Annette Breaux

كمال السنوسي
كمال السنوسي
عضو مؤسس
عضو مؤسس

الجنس ذكر
عدد المساهمات 5193
نقاط التميز 14595
السٌّمعَة 38
تاريخ التسجيل 17/03/2009
العمر : 68

الورقة الشخصية
الهواية:
السيرة الذاتية:

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى