أفتوني في الأمر.

من طرف **ellabiba** الخميس 18 أغسطس 2011, 12:20 pm

أفتوني في الأمر وكونوا لي من المبصّرين.

من العادات الّتي حرص والدي(أدامه الله) على أن لا تنقطع في بيتنا أن نرتاد المسجد لحفظ القرآن قبل الدّخول إلى المدرسة، ولعمري إنّي لأطرب لاسترجاع تلك الأيّام وذاك الزّمن الجميل: ريف هادئ بنسيم عليل، ومسجد واسع ببساط وحصير،تتوسّد جدرانه مستطيلات من خشب وأقلام من قصب و ميداد في مختلف العلب، يتوسّطه شيخ كبير يحفظ التّنزيل، كنّا نتسابق للظّفر بضمّه وعناقه الطّويل، فيبادر بتمرير يده على الرّؤوس ولثم الجبين بالتّقبيل، كان يسمع لقراءتنا ونتمايل على أنغام تلاوته و عذوبة التّرتيل، فكم كان ذاك الزّمان جميلاً، و كم أدعو لشيخي بالجنّة ونزول علّييّن. (آمين)

أردت استغلال وجودي بين أفراد أسرة التّربيّة لأطرح عليهم أسئلة طالما شغلتني، وأرجو أن لا يبخلوا بإجابتهم لأنّهم أهل اختصاص والأعلم بخبايا مهنتهم: ماذا عن المدرسة القرآنيّة الآن؟

ـ هل ما يقدّم فيها يخدم المعلّم فعلاً؟ (خاصّة معلّم صف التّحضيري)
ـ هل تخضع مناهجها للمقاربة بالكفاءات؟
ـ هل يصلح ملمح خروج الطّفل منها أن يكون ملمح دخول لصفّ يليه؟
ـ هل الكتب الّتي تسلّم فيها للأطفال لا تتطلّب منهم مجهودًا فكريًّا مضنيًّا؟ وهل فيها حقّا ما يثير فضولهم ويزيد من شغفهم بها؟
ـ هل مدرّسوها لهم دراية بعلم نفس الطّفل،وطرق التّعامل معه خاصّة جانب العقاب النّفسي والبدنيّ؟
ـ ما هي منهجيّة من لم يكن معلّمًا في التّعامل مع أطفال ما دون سنّ الخامسة ؟
ـ هل حرمان الطّفل في هذه المرحلة من إشباع رغباته في اللّعب له تأثير في إقباله على المدرسة والتّفاعل مع معلّم صفّ التّحضيري؟
ـ هل ترتقي بالطّفل إلى نقله من المحيط الاجتماعي وإدماجه في المحيط المدرسي؟ وهل هي محيط مدرسيّ فعلاً؟
ـ هل اتّخذها الوليّ ملاذًا للتّخلّص من شغب ابنه، أومن ضيقٍ في منزله؟

وأرجع لأذكّر نفسي:
كلّما قرأت سيرة ذاتيّة لشخصيّة مرموقة فكريًّا في المجتمع أجدها لا تخلو من مرور صاحبها بمرحلة المدرسة القرآنيّة والتّمدرس فيها وحفظ القرآن، وأعود لأقول: ذاك زمن خلا ممّا يشهده زمننا الآن من تطوّر في جميع الميادين تلهي وتصرف عن ذلك، وتعاودني ذات التّساؤلات من جديد.

فتكرّموا بفتواكم وبصّروني في الأمر أكن لكم من الشّاكرين.

من طرف **ellabib** الخميس 18 أغسطس 2011, 5:36 pm

ممتازة أيتها الفاضلة اللبيبة

موضوع قيم دون شك وتساؤلاتك كانت موضوعية جدا

ونابعة من واقع نعيشه ويثير حيرتنا

لاأظن أن هناك من يخالفني الرأي بأن تلك المرحلة هامة

للطفل لما تتميزبه من خصائص نمائية على جميع المستويات

لكن من الصعب جدابل ومن الخطورة بمكان (حسب تقديري)

أن نثقل على أبنائنا فنبعث بهم إلى المدارس القرآنية وبعد

الإنتهاء يلتحقون بالمدرسة الرسمية لأن في ذلك إرهاقا لأبنائنا

كما يحدث في بعض الأماكن فيكره الطفل مدرسته

أما ماقبل المدرسة فلاضرر أن ندمج أبناءنا في تلك المدارس القرآنية

لكن بشرط أن يكون المعلم أهلا وكفؤالذلك(وللأسف مثل هؤلاء المعلمين قليلون)

وهو ماقد يترتب عنه نتائج سلبية جدا تحفر خدودا في نفسية الطفل يتعذر

علاجها في المستقبل لأن معظم شخصياتنا تبنى في السنوات الأولى من حياتنا

وبحنكتك وخبرتك أيتها اللبيبة أجبت على كل تساؤلاتك عندما قلت:

]وأعود لأقول: ذاك زمن خلا ممّا يشهده زمننا الآن من تطوّر في جميع الميادين تلهي وتصرف عن ذلك،]

فعلا إن الذين مروا بالمدارس القرآنية مثلي ومثلك كانوا يعيشون حياة بسيطة

وزمنا غير هذا الزمن ، فالأمور تعقدت اليوم كثيرافصارت صعبة

شكرا (لبيبة) على الموضوع القيم فعلا والذي يحتاج لأكثر من مداخلة

من طرف **ellabiba** الجمعة 19 أغسطس 2011, 6:48 am

حيّاكم الله

طرقنا بابًا كنّا نعلم أنّا
لن نردّ منه خائبين ولله الحمد على كلّ شيء.
باب طالما استجاب أهله لنا دون لحظة تردّد أو تهميش.

ذكّرتني بها سيّدي وكنت خير المؤمنين:

لا خاب من استشار

وإنّ من بينكم لمن يغنينا بخبرته عن الآخرين،
ويكون لنا خيرة عون ونعم النّاصحين.

دمتم عنوانًا يلجأ إليه كلّ تائه ،
ومنارة يهتدي بها كلّ ضالٍّ.

أفتوني في الأمر.

أفتوني في الأمر.

رد: أفتوني في الأمر.

رد: أفتوني في الأمر.